«طفلي يحتضر» هذا ما قاله المهندس المعماري الذي صمم المنطقة السياحية القنطاوي بعد ما عاينه من تهميش وإهمال لأجمل المناطق السياحية وأكثرها استقطابا للسياح ببلادنا. إذ أصبحت الفضلات والأوساخ المشهد المهيمن في المنطقة التي تحتاج إلى تدخل عاجل. شيء لا يصدق كيف تحولت المنطقة السياحية إلى مصب للفضلات وكيف تحول رصيف الميناء الترفيهي إلى مكان لبيع « الفريكاسي» و«البريك» ... هل هذه إنجازات ثورة الحرية والكرامة .القنطاوي كان مثالا تم استنساخه في عدة دول مثل مصر (شرم الشيخ) وتركيا ... واليوم يتعرض للتهميش فمنذ أن تضع قدميك بالمنطقة حتى تكتشف الفضلات ملقاة تحت الجدران وفي الحدائق المهملة وتشتم الروائح الكريهة وترى نافورة الماء لا تعمل والمسبح الأول مغلق ومياهه متسخة والمسبح الثاني تم إفراغه بالكامل... كل هذا أمام أعين السياح الأجانب وأي سياح فجلهم يعتبرون من النوعية الرفيعة الذين ينفقون آلاف الدولارات في كل زيارة والأمر من ذلك أن البعض منهم قام بتصوير ما شاهده وهذا يعتبر أكبر خطر على السياحة التونسية التي تبحث عن مكانها الضائع منذ سنوات...
في بداية زيارتنا التقينا بالسيد محسن جابر الذي أكد أن سائحا ألمانيا اتصل بوكالة الأسفار التي جلبته للمنطقة وأعلمها أنه منع من السباحة في المسبح وأضاف أنه أصيب بالذهول عندما رأى الأوساخ والفضلات في كل مكان وقال هل هذه هي الجنة التي حدثتموني عنها؟
انتقلنا إلى بعض المحلات التجارية وتحدثنا مع السيد جمال بن نية صاحب محل تجاري بمارينا القنطاوي الذي أكد أن ما تعيشه المنطقة من إهمال ناتج عن نقابة المالكين المشتركين حيث أنه منذ تولي النقابة الجديدة مهامها تغير كل شيء فالنقابة لم تقم بإعادة تشغيل العمال الموسميين وقامت بتخفيض معلوم مساهمة الأفراد في معاليم الصيانة والحراسة وتنظيف مناطق الملكية المشتركة إلى أن وصلنا إلى هذه الدرجة وعجز إدارة الشركة النزلية والسياحية عن إيجاد الحلول مع النقابة التي تكونت في ظروف غامضة ولم يحضر جلسة تنصيبها غير 50 مالكا من بين 1200... فالشركة تبرعت بمليار والنقابة تسعى إلى بث البلبلة ولا تسعى إلى الحفاظ على الجانب الجمالي للمنطقة ولا بد أن تنسحب لأنها فشلت في مهامها وتسببت في تشويه أجمل منطقة سياحية... بدورها أكدت السيدة مديحة حروشي صاحبة محل تجاري بالمارينا ومالكة شقتين بديار البحر وديار الحدائق أن الوضع بالمنطقة أصبح مزريا وتعرضت المنازل إلى السرقة إضافة إلى الروائح والفضلات وأضافت شيء مخجل أن تشاهد سائحا يقوم بتصوير هذه المشاهد فهذا سيحطم السياحة الوطنية والسبب نقابة الملكية المشتركة التي قلصت في معاليم الصيانة ولم نر أي صيانة تذكر للمنطقة منذ توليها الاشراف على هذا الهيكل فلا يعقل أن تغلق المسابح بسبب عدم توفيرها لمادة الكلور ومن غير المقبول أن تهمش الحدائق وتتحول مصبا للفضلات ... نحن لم نطلب منها تقليص المعاليم لا يهمنا إن دفعنا أكثر المهم أن تتواصل العناية بالمنطقة وتحافظ على طابعها ومميزاتها. أما السيدة بوراوية شبشوب فأكدت أنها تسكن هنا منذ 30 سنة وأول مرة ترى القنطاوي على هذه الحالة المزرية وقالت « القنطاوي انتهى ... انتهى ما عاد فيه شيء يا حسرة عليه» في السابق تقول أنك في سان تروبي أوفي الكوت دازير صدقوني لم أعد قادرة على فتح النوافذ بسبب الروائح الكريهة ... الأطفال يبكون لأنهم حرموا من السباحة في المسبح الذي أغلق في وجه الجميع ... عيب ما يحدث وما تتعرض له المنطقة ...صراحة ما تعيشه أجمل المناطق السياحية ببلادنا مخجل ولا يليق في وقت نبحث فيه عن تلميع صورة تونس لاستقطاب السياح وما تتعرض له المنطقة السياحية بالقنطاوي من تهميش سيزيد في أزمة القطاع لأن ما سينقله السياح من انطباعات إلى بلدانهم لن تقدر الحملات الدعائية وآلاف الملايين للتسويق على محوه ... فهل من لفتة للقنطاوي؟