بلغ اعتصام أهالي منطقتي قلالة وورسيغن بجزيرة جربة يومه الخامس دون ظهور لأي بوادر في الأفق لحل هذه الأزمة التي طال انتظارها، مطلب المعتصمين هو غلق مصب النفايات الذي عكر حياتهم منذ ما يزيد عن 5 سنوات . يعد مصب النفايات المنزلية بجربة التابع للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات التابعة لوزارة البيئة أكبر مجمع من هذا النوع في الجهة تأسس يوم 30 أفريل 2007 بكلفة جملية بلغت 6 مليون دينار ويمتد على مساحة تناهز 29 هكتارا، يقع هذا المصب في الجنوب الغربي للجزيرة بين منطقتي قلالة من معتمدية آجيم ومنطقة ورسيغن التابعة لمعتمدية جربة ميدون، أوكلت مهمة استغلال هذا المصب لإحدى الشركات العالمية المعروفة في هذا المجال إلا أن عدم التزام هذه الشركة بالقواعد البيئية وفق المواصفات والمعايير الدولية المعمول بها نتيجة الضغط على الكلفة لتحقيق نصيب أكبر من الأرباح جعل هذا المشروع يمثل مصدر ازعاج و تذمر سكان الجهة بسبب ما أحدثه المصب من تلوث بيئي لم يسلم منه لا الانسان و لا النبات ولا الحيوان وما يصدره من روائح كريهة تخنق الأنفاس أزعجت المواطن و حولت حياته إلى جحيم و قد كانت « الشروق « في عددها يوم 12 فيفري 2010 قد نشرت تحقيقا صحفيا حول الموضوع بعنوان «مصب النفايات يلوث جزيرة الأحلام، روائح كريهة و أمراض جلدية يعانيها السكان». وقد تم تكذيب كل ما ورد في المقال من طرف لجنة صحية شكلتها السلط الجهوية آنذاك كما تم اتهام صاحب المقال بالإساءة للجهة و بعدم مراعاة المصلحة السياحية للجزيرة .
اليوم أهالي الجهة خرجوا عن صمتهم عازمين على مواصلة الاعتصام على الطريق المؤدية للمصب مانعين بذلك مرور شاحنات الفضلات القادمة من مراكز الفرز الموزعة على 3 نقاط بالجزيرة رافعين شعارات تندد بالتلوث البيئي وتطالب بحقهم بحياة سليمة وحق أبنائهم في تنفس هواء نقي ورد الاعتبار لمنطقة تم تهميشها لسنوات طويلة كان نصيبها الوحيد من التنمية هو مصب لفضلات كامل الجزيرة ومقبرة لردم نفايات المناطق السياحية . حسب المحتجين الاعتصام متواصل دون انقطاع ليلا ونهارا حتى تحقيق مطلبهم بوضع حد للروائح الكريهة ومصرين على غلق المصب كحل وحيد حسب رأيهم لإنهاء معاناتهم مطالبين الجهات المعنية بالتعويض عما لحقهم من خسائر مادية وأضرار معنوية طيلة السنوات الماضية جراء هذا المشروع الذي اعتبروه ب «الكارثي» مهددين باتخاذ خطوات أخرى تصعيدية خطيرة. تحدث أحد المعتصمين عما سببه هذا المصب من متاعب للسكان وما جلبه للجهة من كلاب سائبة و طيور غريبة وحشرات سامة تسببت في عدة أمراض هذا بالإضافة إلى ما تحدثه شاحنات نقل الفضلات من مشاكل يومية بسبب سرعتها الجنونية و ما يتساقط منها من نفايات وسوائل ذات روائح كريهة، من جانبه أكد السيد كمال بن معمر المتحدث باسم المحتجين و منسق الاعتصام أن 50٪ من نفايات المصب مصدرها المنطقة السياحية من مواد دهنية وفضلات حيوانية وغيرها من المواد السامة التي جلبت الأمراض والأوبية للمتساكنين كما تحدث عن الطرق البدائية في التصرف مع هذه الفضلات دون معالجة أو رسكلة أو فرز مما يجعل هذا المصب عشوائيا خلافا لما تروجه السلط المعنية بكونه مصبا مراقبا