اعتبارات عديدة تجعل جرجيس قبلة عملة البناء والمختصين في بعض المجالات الأخرى من أهمها تطور الحركة العمرانية الكبيرة وعزوف شبابها عن العمل بحضائر البناء وحتى في الفلاحة البرية غالبية الوافدين من العملة يقيمون بمنطقة الموانسة وهشام حمادي وشماخ وحاسي الجربي والحسيان وغيرها لأشهر بل لسنوات ومنهم من شيد بناءات وتزوج واستقر بهذه الربوع شبان وكهول يعرضون خدماتهم بشروطا مجحفة كضرورة أن يوفر صاحب الحضيرة وسيلة نقل والأكل واجر لا يقل عن 20 دينارا للعامل العادي و25 دينارا للمختص في مجال ما (وبالتالي فإن كلفة المتر المربع شهدت ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة وقفزت من 32 دينارا الى 40 دينارا البناء بالآجر وإلى ما بين 60 و65 دينارا البناء بالحجارة بسبب الطلب المتزايد على المهنة) وأن يكون العمل مريحا, العارفين بقطاع البناء بينوا أن هذا النقص في اليد العاملة المختصة سببه عودة الاستقرار إلى المدن الليبية وتوجه الآلاف من التونسيين للعمل بأجر محترم يتراوح بين 70 و80 دينارا لليوم الواحد، شكاوى أطلقها أصحاب حضائر البناء ومستثمرون في قطاعات أخرى مثل الصناعة مشيرين الى أن السبب الرئيسي في النقص الحاد في الأيدي العاملة انعدام التواؤم بين حاجيات الجهة من يد عاملة مختصة وبين برامج التكوين فضلا عن تحول مئات الآلاف الى ليبيا وهو ما سيؤدي إلى انخفاض في انجاز المشاريع الاسكانية التي من المفروض انشاؤها، بل أن بعضها توقفت لعدة فترات بسبب نقص اليد العاملة مما يعيق استمرار النشاط العقاري في الجهة, صاحب حضيرة البناء يضطر يوميا لقطع ما بين 25 و60 كلم بحثا عن اليد العاملة المختصة وأكد بأنه بات يدفع أجور العمال عن حضورهم لا عن مردودهم، وأن أي مقاول يشيد محل سكنى تجده، يعمل في أربع أماكن أخرى ، دون أن يتوفر معه العدد الكافي من العمال، ومن ثم يماطل ويتأخر في المواعيد. ولا بد من وضع آليات جديدة يعول عليها في تحفيز فئة الشباب للالتحاق بحرف البناء وما شابهها على اعتبار أن الجهة في أمس الحاجة اليها .