عمر صحابو رئيس الحركة الاصلاحية التونسية وصاحب جريدة المغرب أكد في أكثر من مرة أنه لا يخلط بين الصفتين وأنه حريص كل الحرص على ألاّ تتداخل مسؤولياته الاعلامية مع طموحاته السياسية. لكن حقيقة تصرفاته جاءت بخلاف تصريحاته. فلقد أبدى حماسا كبيرا لمشروع قائد السبسي وأولاه العناية الفائقة والمكانة البارزة في صفحات جريدته وأحاديثه بل وجعل منه سببا للظهور على شاشات التلفزات التونسية، وكان واضحا أن عمر صحابو عمل على استغلال قربيته من الباجي السبسي ليتموقع ضمن إئتلاف حزبي يلعب فيه دورا رئيسيا ويستفيد منه على نحو مضاعف شخصيا وحزبيا، لكن قرار قائد السبسي تأسيس حزب «نداء تونس» أسقط حسابات عمر صحابو الذي لم يتردّد في إصدار بيان كشف فيه سبب انسلاخه عن مبادرة صديقه السبسي ولم يكن في الحقيقة غير محاولة جديدة للترويج لشخصه ولحزبه، ثم بدأ صاحب «المغرب» يظهر برودة تجاه حزب «نداء تونس» الذي لم يعد يحتل غير مكان صغير ضئيل في صفحات جريدته.
واتضح للجميع أن السيد عمر صحابو لا يفرّق بين صفتيه كرئيس حزب ومدير جريدة وأن المثل العليا لديه تصبح سفلى أمام المصالح الآنية.