غطى الدخان الأسود مساء الجمعة سماء الخرطوم فيما انتشرت رائحة الغاز المسيل للدموع الذي استخدمته الشرطة السودانية لتفريق التظاهرات احتجاجا على ارتفاع اسعار المواد الغذائية وطالب المتظاهرون ب«إسقاط النظام». سجلت أمس الاول والليلة قبل الماضية تظاهرات عدة في انحاء العاصمة السودانية وحتى خارجها في اليوم السابع من تعبئة بدأها طلاب جامعة الخرطوم في منتصف جوان الجاري .
وردّد المتظاهرون شعارات رفضت ارتفاع أسعار المواد الغذائية، علما ان هذه الشعارات تحولت في حي بجنوب العاصمة السودانية الى «الشعب يريد إسقاط النظام» وفق مراسل «فرانس برس»..
وكانت احتجاجات امس الاول والليلة قبل الماضية الاولى من نوعها في العاصمة السودانية والاولى التي يتم فيها رفع شعار «الشعب يريد اسقاط النظام». وفي حي الديم، تصاعد الدخان الاسود من الاطارات المشتعلة ورشقت مجموعات من المتظاهرين بالحجارة مئات من عناصر الشرطة الذين ردوا باطلاق الغاز المسيل للدموع.. وفي مدينة ام درمان على الضفة الاخرى من نهر النيل، صفق نحومئتي متظاهر هاتفين «حرية»، ثم عمد بعضهم الى احراق الاطارات ورشق الشرطيين بالحجارة فردوا عليهم ايضا بالغاز المسيل للدموع واستخدموا الهراوات والسياط، وفق مراسل «فرانس برس».
وقال لطيف جوزف صباغ عضو المكتب السياسي في حزب الامة المعارض ل«فرانس برس» ان «الطلاب ليسوا فقط» من نزل الى الشارع، مضيفا «هذه التظاهرات كانت متوقعة..» ان الوضع الاقتصادي للسودان سيّئ للغاية».
وأضاف «لا احد يمكنه تحديد» النطاق الذي ستتخذه هذه الحركة، لافتا الى ان حزب الامة يحاول التفاوض مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم «في محاولة لمعالجة المشاكل وتحسين الوضع في شكل سلمي».
وبدأت الاحتجاجات الطلابية على غلاء الاسعار السبت الماضي في جامعة الخرطوم، اكبر الجامعات السودانية، ثم امتدت لجامعات اخرى وذلك احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي والذي اجبر الحكومة على اجراء خفض كبير في النفقات ادى الى ارتفاع كلفة المعيشة.. وأعلن وزير المالية السوداني الاربعاء أمام البرلمان السوداني ميزانية جديدة زاد فيها اسعار المحروقات مشيرا الى ان الحكومة سترفع الدعم عن السلع بصورة تدريجية. ويعاني الاقتصاد السوداني من صعوبات منذ انفصال جنوب السودان في جويلية 2011. حيث اصبح 75% من الانتاج النفطي تحت سيطرة الدولة الجديدة ما ادى الى ارتفاع معدلات التضخم حتى وصلت الي 30% وتراجع قيمة العملة السودانية..