تم في ساعة مبكرة من صباح أمس الاحد تسليم البغدادي المحمودي رئيس الوزراء الاخير في عهد النظام الليبي السابق إلى السلطات الليبية بقرار من الحكومة المؤقتة. وأعلنت رئاسة الحكومة المؤقتة أنه تم تسليم المواطن الليبي البغدادي علي أحمد المحمودي الى الحكومة الليبية أمس الأحد» وقد تسلمت السلطات الليبية وتحديدا جهاز الحرس الوطني رئيس وزراء العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
وجاء في بلاغ لرئاسة الحكومة أن عملية تسليم المحمودي تمت «بعد الإطلاع على تقرير اللجنة التونسية الموفدة إلى طرابلس لمعاينة شروط توفر المحاكمة العادلة للمواطن البغدادي المحمودي» و«بناء على تعهدات الحكومة الليبية بضمان حماية البغدادي المحمودي من كل تعد مادي أو معنوي وتجاوز مخالف لحقوق الانسان» ومن جهته أكد المسؤول الأمني الليبي محمد الأحول أن ليبيا تسلمت البغدادي المحمودي عند وصوله في وقت سابق إلى طرابلس على متن طائرة من نوع هيلوكبتر وقال رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب إن بلاده تسلمت أمس الاحد البغدادي المحمودي الذي أودع مباشرة في أحد السجون وقال الكيب» نتيجة للجهود المكثفة التي بذلتها الحكومة الليبية الانتقالية فقد استلمت الحكومة الليبية المدعو البغدادي المحمودي بتاريخ أمس الأحد مؤكدا أنه محتجز حاليا في السجن تحت اشراف وزارة العدل والشرطة القضائية.
الرئيس لم يوقع قرار التسليم
وقال مصدر من رئاسة الجمهورية التونسية إن الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي «لم يوقع مرسوم تسليم» المحمودي وان الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الاسلامية «اتخذت بمفردها قرار التسليم من دون ان تأخذ رأي الرئاسة» ووصف عدنان منصر الناطق الرسمي بإسم رئاسة الجمهورية التونسية ظهر أمس الأحد هذه الخطوة بالخطيرة وأكد أن رئيس الجمهورية المؤقت منصف المرزوقي «لم يوقع على أمر التسليم كما يقتضيه القانون، كما لم يتم إعلامھ بعملية التسليم أصلا». ونأى عدنان منصر بالرئاسة التونسية عن هذه الخطوة،وحمل في المقابل الحكومة التونسية تبعاتها،وقال «على الحكومة أن تتحمل مسؤولية هذا القرار الخطير الذي يمكن أن يخلق أزمة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة».
التسليم تم «خلسة»
أفاد أعضاء في هيئة الدفاع عن البغدادي المحمودي أنه تم اخراج البغدادي المحمودي من سجن المرناقية في حدود الساعة الخامسة صباحا ونقله الى المطار العسكري بالعوينة لتسفيره إلى ليبيا. وقالوا إن عملية التسليم غير قانونية وتمت دون اعلام أعضاء الهيئة وعائلة المحمودي وأوضح الاستاذ محمد صالح حسن أن آخر لقاء بين ممثلين عن هيئة الدفاع والبغدادي المحمودي تم يوم الجمعة الماضي. وقالت الاستاذة ليليا المستيري إن هذا التسليم غير قانوني وتم خلسة في يوم عطلة وبطريقة مخجلة. ووصف الاستاذ ماهر عميد قرار التسليم الذي اتخذته الحكومة المؤقتة بالباطل قائلا انه مدبر بليل وفيه خرق واضح لجميع القوانين ولالتزامات تونس ازاء هيئات حقوق الانسان الدولية وشكك الاستاذ عميد في توفر شروط التسليم المتعلقة بالضمانات لحماية الشخص المسلم موضحا أن وفدا حكوميا تحول من تونس مدة يومين الى ليبيا ثم عاد دون توضيح نتائج مهمته من خلال نشر تقرير حول الضمانات اللازمة على عكس ما أعلنت عنه رئاسة الجمهورية منذ بضعة أسابيع. وذكر بأن المنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان ومن بينها منظمة العفو الدولية والمنظمة الليبية للدفاع عن حقوق الانسان دعت الى عدم تنفيذ عملية التسليم في الظروف الراهنة في ليبيا.
دعوة إلى الاستقالة
من جانبه دعا رئيس تحرير جريدة القدس العربي على صفحته على شبكة «تويتر» الرئيس المنصف المرزوقي إلى الاستقالة الفورية احتجاجا على تجاوزه وتسليم رجل إلى دولة يعتبر أنه ليس فيها حقوق إنسان أو قضاء وتساءل عطوان كيف يمكن تسليم البغدادي المحمودي للحكومة الليبية والحال أن من يصفهم بثوار الزنتان رفضوا تسليم سيف الاسلام القذافي لحكومة عبد الرحيم الكيب.