حصل محمد زياد الشعري منذ أيام قليلة على الجائزة الاولى عن منطقة فارس وأمريكا لأفضل مخترع والجائزة الاولى أيضا عن أوروبا وذلك خلال معرض «أندكس» لأحسن الاختراعات في العالم المنعقد في أمريكا... لقد فاز محمد زياد الشعري بأفضل جائزتين في هذا المعرض الذي شارك فيه الآلاف من خيرة المخترعين من دول العالم المتقدم على غرار أمريكا والصين واليابان. هذا الشاب لم يتجاوز 29 سنة وقد تحصّل في ديسمبر 2010 على الجائزة الرابعة في المسابقة القطرية «نجوم العلوم» وفي 2010 الجائز الاولى للبنك العربي التونسي.
محمد زياد الشعري هو مهندس كهرباء شاب متخرّج من المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس وقد رفع راية الوطن عاليا لأفضل مخترع في أمريكا لكنه عندما عاد الى مطار تونسقرطاج لم يستقبله جمهور على غرار نجوم الكرة والفن ولم يستقبله كبار المسؤولين على غرار رجال السياسة... لم يدخل الى قاعة التشريفات كما لم تطارده عدسات الكاميرا أو آلات التصوير، بل أكثر من ذلك تم تفتيش حقائبه في المطار أكثر من 3 مرات!
يقول «هذا هو حال العلماء في بلدي» لقد طرقت كل الأبواب حتى أتمكن من الحصول على منحة للسفر الى أمريكا... اتصلت بوزارة التعليم العالي وبالسلط الجهوية بصفاقس ولم أسمع سوى الوعود.
وبالحديث عن اختراعه يقول «لقد كلفني الكثير فقد قمت بالبحث بتمويل ذاتي ودون الحصول على مساعدة من الجهات الرسمية، ويتمثل اختراع الشعري في شحن بطاريات «الروبوط» لاسلكيا في مجال النفط والغاز، ويمكن هذا الاختراع شركات النفط من ربح مليارات وقد انطلقت في انجاز هذا الاختراع منذ سنة 2009 وانتهيت منه بعد الثورة».
سألنا محمد زياد الشعري من التقاه في المطار بعد حصوله على أفضل جائزة فأجاب «بعض الاصدقاء وجمعية تعني بالاختراعات وعقيد في الجيش كان يساعدني في كل مرة على طرق كل الأبواب لدعمي سواء عند السفر لتمثيل تونس أو خلال بحثي...»
هذا المخترع التونسي الشاب يعمل حاليا جاهدا لتوفير 1500 دولار حتى يتمكن من استعادة اختراعه من أمريكا، يقول انه تحصل على عروض عمل كثيرة في الخارج بعد الحصول على كل هذه الجوائز ولكنه يأمل أن يواصل عمله في تونس «فثروة هذا البلد هي أدمغة أبنائه وطموح شبابه» ويأمل أن يتم تشجيعه على مواصلة أبحاثه واختراعاته وأن لا تقتل «البيروقراطية» وغياب روح المبادرة في اداراتنا روح الابداع لديه ولدى كل تونسي يبحث عن غد أفضل.
وما يبقى في الذاكرة والتاريخ هو أن شابا تونسيا شارك في معرض يضم أكثر من 7 آلاف مخترع من دول العالم تفوق في الحصول على أفضل جائزتين في وقت واحد فرفع راية بلاده عاليا...