اعتبرت مصادر إعلامية أمريكية أن إسقاط الطائرة التركية من قبل دمشق يمثل ذريعة للتدخل العسكري الأمريكي والأطلسي لغزو سوريا فيما وجهت موسكو إنذارا إلى الأطلسي بضرورة توخي الحذر حيال سوريا في اجتماعه المقرر اليوم. أعلن ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي أنه يأمل في ألا يتخذ مجلس الناتو في اجتماعه اليوم الثلاثاء أية خطوات تؤدي إلى تفاقم الوضع في سوريا وإفشال التسوية السياسية للأزمة السورية.
إشارة مقلقة للغاية
وأكد غروشكو أن توجه تركيا إلى مجلس الناتو بشأن إسقاط الطائرة التركية هو « إشارة مقلقة جدا» إلى احتمال تصعيد عسكري في سوريا. وقال المسؤول الروسي إن «جهود المجتمع الدولي في الوضع الحالي يجب أن تهدف بالأساس إلى تهيئة الظروف اللازمة لتحويل الوضع العسكري إلى مجرى العملية السياسية وإلى دفع كافة الأطراف السورية قبل كل شيء إلى الجلوس وراء طاولة المفاوضات والبحث عن حل سياسي ».
وفي هذه الأثناء, صرح جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية أمس الاثنين أن الطائرة العسكرية التركية انتهكت السيادة السورية وفق الوقائع والمعلومات والاعتراف التركي الأولي، مبينا أن الرد السوري كان تصرفا دفاعيا سياديا من قبل مدفع رشاش أرضي مضاد للطائرات مداه الأقصى 5,2 كلم فقط.
وأضاف مقدسي في مؤتمر صحفي عقده أمس في دمشق إن وزير الخارجية التركي روى رواية مخالفة ومغايرة لحقيقة إسقاط الطائرة العسكرية التركية مشيرا الى أن عمليات البحث والانقاذ عن حطام الطائرة جارية بتعاون بين الجانبين السوري والتركي.
وبيّن ان الجانب السوري طلب من نظيره التركي تشكيل لجنة عسكرية تأتي إلى مكان الحادث لكنه لم يرد على هذا الطلب. وقال مقدسي: «يجب أن يكون اجتماع حلف الناتو اليوم الثلاثاء لتثبيت الأمن والاستقرار، ولكن إذا كان عدواني الطبع فنحن نقول إن الأراضي والمياه والأجواء السورية مقدسة بالنسبة إلى الجيش السوري».
وأكد أن سوريا متمسكة بعلاقات حسن الجوار مع تركيا قائلا «من أساء إلى العلاقات الثنائية ليس سوريا ونحن طبقنا مبدأ المعاملة بالمثل ولا نحمل أية عدوانية تجاه الشعب التركي»، مضيفا أن الهدف من تصريحات الحكومة التركية هو حشد الشعب التركي وراء تصرفاتها تجاه سوريا والتي لا تخدم تركيا نفسها.
ذريعة للتدخل
بدورها , اشارت مصادر إعلامية أمريكية قريبة من دوائر اتخاذ القرار الأمريكي إلى أن إسقاط الطائرة التركية يعطي لحلف شمال الأطلسي والولاياتالمتحدةالأمريكية ذريعة التدخل العسكري في سوريا.
ونقلت المصادر عن المتحدث باسم الخارجية التركية، سلجوق اونال قوله: «حادثة إسقاط الطائرة التركية، هو أمر غير مقبول، وتم إرسال رسالة رسمية إلى القنصلية السورية في تركيا تبلغ أن انقرة تحتفظ بحق الرد على هذا التصرف العدواني.».
وتابع أن تركيا ستحمي نفسها بمقتضى القانون الدولي وأن حادثة إسقاط الطائرة التركية لن يمر دون عقاب . وفي تعليقه على هذه المستجدات قال المحلل السياسي السوري خلف المفتاح إنه من الواضح أن المناخ السياسي المتوتر بين دمشق واسطنبول هو ما أدى إلى مزيد من التأزم.
ولفت الانتباه إلى أن تركيا تريد زج الحلف الأطلسي في مواجهة مع سوريا، مضيفا أن تركيا تلعب دورا بالنيابة عن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد ان الطائرة العسكرية التركية كانت قد اخترقت المجال الجوي السوري وقد سقطت في المياه الإقليمية السورية.