لم يسبق لجمهور الافريقي أن عبر عن سعادته بقدوم رئيس لنادي باب الجديد مثلما فعلوا مع السيد سليم الرياحي وتعود سعادة شعب الافريقي الى المؤشرات الأولى التي كان يوحي بها قدوم الرئيس المذكور. لم يسبق لرئيس ناد في تونس أو حتى خارجها أن أقدم على إتمام صفقة مدوية مثل التي أنجزها الرياحي عندما تعاقد مع الجزائري جابو قبل الوصول لكرسي «الرئاسة». وبناء على هذه المعطيات كان جمهور الافريقي يمني النفس بنقلة تاريخية في مسيرة فريقهم وكانوا يتساءلون: «إذا كان الرياحي انتدب جابو قبل تولي الرئاسة... ماذا سيفعل بعد أن يصبح رئيسا شرعيا للافريقي»؟
لا شيء تغير
مع مرور الأيام (10 أيام منذ انعقاد الجلسة العامة) بدأ جمهور الافريقي يكتشف أن هناك صعوبة كبيرة في تحويل الوعود الى واقع ويبدو أن الانتظار قد طال نسبيا لأنهم كانوا يمنون النفس أن يتم التعاقد مع وسام يحيى وزهير الذوادي وشادي الهمامي وبلال بن مسعود وكلما زاد التأخير وطال الانتظار اتسعت دائرة التشاؤم.
تعلة الهيئة الحالية على ما يبدو والمتمثلة في أنه لا بدّ من انتظار تسوية ملف المدرب (هو الذي سيكون مسؤولا على الانتدابات) والحقيقة أن هذا الاختيار فاشل إلى أبعد الحدود وعانى منه النادي كثيرا سواء في عهد كمال ايدير أو عهد العتروس ثم إن السيد مهدي ميلاد هو الذي أقنع الرياحي بهذه النظرية الجوفاء أولا لأن المدرب الجديد لا يعرف الساحة الرياضية ولا اللاعبين البارزين ولا يعرف نقائص الافريقي والمراكز التي هي في حاجة الى الدعم كما أن انتداب لاعب دولي لا يمكن أن يكون في حاجة الى تزكية من المدرب الجديد ولست أدري إن كان هناك مدرب في الدنيا سيرفض عودة وسام يحيى أو قدوم شادي الهمامي أو التجديد للذوادي لأنه لا يمكن استشارة أي أحد عند انتداب لاعب دولي، إلا إذا كان الرصيد البشري للافريقي أفضل من رصيد المنتخب!!
ثم وهذا هو السؤال الأهم لماذا لم ينتظر الافريقي قدوم المدرب الجديد عند انتداب جابو؟
هذه إذن تعلاّت واهية ومخلفات «النظام السابق» وعلى السيد سليم الرياحي أن يتفطن لها ثم إن مسألة المدرب الجديد ستؤجل أكثر من مرة وذلك بسبب عدم تحمس الوجوه المألوفة مثل بلحسن مالوش ومهدي ميلاد وغيرهما لانتداب مدرب أجنبي لأنه قد يجردهم من كل مسؤولياتهم.
أما المدرب التونسي فسيتقاسمون معه المسؤوليات ولذلك يسربون من وقت لآخر أن المدرب الجديد سيكون تونسيا. وفي هذا المجال تم ذكر كل الأسماء الموجودة على الساحة.
بقي أن نشير أيضا أن مسألة تشكيل الهيئة استغرقت وقتا طويلا جدا ولا بدّ من الاسراع بذلك لأن الافريقي في حاجة الى اصلاحات على كل الأصعدة والأكيد أن المال وحده لا يكفي لاصلاح ما أفسده العتروس وجماعته. بقي أن نشير أيضا أن الثناء الذي يغدق به البعض على هيئة السيد سليم الرياحي لن يفيد الافريقي ولا الهيئة لأن نفس هؤلاء أغرقوا هيئة العتروس بالثناء ثم انقلبوا عليه بمجرد أن عبر الرياحي عن نيته في الترشح لرئاسة الافريقي.