في بادرة تعتبر فريدة من نوعها إن لم نقل سابقة في المشهد العلمي التونسي نظمت الشبكة التونسية للنهوض بالبحث والنشر في العلوم الصحية مؤخرا الأولمبياد الوطنية للمنشورات العلمية تم فيها تكريم فرق بحث تميز أعضاؤها بأبحاثهم المعمقة في عدة اختصاصات بيوطبية. حضر اللقاء السيد عبد اللطيف المكي وزير الصحة الذي أكد على أهمية البحث العلمي مثمنا الخبرات التونسية الطبية داعيا إلى ضرورة تكاتف الجهود لمزيد النهوض بالقطاع الصحي بالبلاد مؤكدا على ما وصفه بحتمية «التحالف بين الساسة والباحثين». وركّز الدكاترة المتدخلون على دور البحث العلمي في المجال الطبي بتونس على مدى عقدين من الزمن مثمنين مجهودات العديد من الباحثين التونسيين، وأكّد رئيس الشبكة التونسية للنهوض بالبحث والنشر في العلوم الصحية الدكتور أحمد بن عبد العزيز في اختتام هذه الأولمبياد على أهمية تكامل البعدين السياسي والعلمي داعيا السيد وزير الصحة والباحثين الحاضرين إلى الاتفاق على عقد معنوي يفضي إلى «المصالحة بين الساسة والعلماء يلتزم فيه الطرف الأول بعدم توقيع أي قرار الا بعد استشارة أهل الاختصاص من العلماء والباحثين وأن يلتزم الطرف الثاني بالعمل باخلاص وتفان في كنف الأمانة والمسؤولية والوقوف إلى جانب الفقراء والمساكين، وبالفعل بارك السيد الوزير هذه المبادرة كذلك الأمر بالنسبة للدكاترة والباحثين الحاضرين مؤكدين تمسكهم بهذا الاتفاق. وقد التقت «الشروق» بممثليْن عن مجموعات البحث التي تم تكريمها في هذه المناسبة اللذين ثمنا هذه المبادرة التي تشجع البحث العلمي وتقرب بين الباحثين فيما بينهم وبينهم وبين الساسة على حد تأكيدهما وسلط الدكتور السيد الهادي الشلي أستاذ مبرز بقسم الانعاش بصفاقس الضوء على الدراسة التي أعدها صحبة فريق البحث والتي تتمحور حول الأضرار التي تصيب الدماغ والكشف عن مختلف أسبابها ووسائل علاجها فيما كان البحث الثاني المتوّج بالتكريم يخصّ بحثا حول مرض الصدفية أو ما يعرف بمرض الصفرة الجافة والجديد في هذا البحث حسب ما أكده لنا الدكتور صلاح الدين المراكشي هو كشف سبب آخر لهذا المرض في نوع معين والذي يتمثل في الجينات مضيفا القول «سنعمل على تعميق هذا البحث مع فرق طبية أخرى في العالم والسعي نحو إيجاد الأدوية المناسبة وحول تفاعل الاطارات الطبية العالمية مع هذا البحث أضاف الدكتور صلاح «قدمنا بحثنا هذا في ديسمبر 2011 في أحد مؤتمرات باريس الطبية ونلنا به جائزة عالمية وتم اعتماده من طرف العديد من الأطباء في العالم للتعمق فيه والبحث في نفس الاتجاه الذي اعتمدناه وأصدر فريقان من بريطانيا ومن أمريكا أبحاثا في نفس الاتجاه»، فيما كان البحث الثالث الذي ترأست مجموعته الدكتورة سمية المرزوقي يخص الصحة العمومية.