مقداد الصالحي فنان مسكون بحب المسرح الذي بدأ في ممارسته في جمعيات الهواة قبل أن يلتحق بالمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف في إدارة الأسعد بن عبد الله الذي قدم معه عدة أعمال من بينها «المنسيات» و«كاف الهوى» من أخراجه و«عندما يحلم الثعلب»من أخراج عادل الخماسي و«شخوص» من أخراج علي الخميري و«عرس فالصو» أخراج نادية بن أحمد و«ساعة زايدة» من أخراج الزين العبيدي و«الحمل وبرج الثور»من أخراج البحري الرحالي و«خيوط العشقة» لمعز حمزة. وقام بإخراج كل من مسرحية كراكوز ومسرحية العازف الصغير إنتاج جمعية فنون سفيطلة ومسرحية المطرقة العجيبة إنتاج شركة مينرفا للفنون الركحية .
الحلم
تأسيس مسرح جيب في مدينة صغيرة مثل سبيطلة كان حلما بعيد المنال، لكن مقداد الصالحي نجح في أن يؤسس هذا المسرح الصغير في حي النور وهو من الأحياء الشعبية إذ حول روضة أطفال مهجورة كانت مصبا للفضلات وكثيرا ما يحتمي بها المنحرفون والهاربون من القانون مما شكل مصدر ازعاج للعائلات المحيطة بالروضة البلدية.
تسوغ الصالحي هذا الفضاء من بلدية سبيطلة وخصص له أشهرا من الوقت وخصص له كل مدخراته المالية ونجح في تحويله الى مسرح يتسع الى خمسين مقعدا مع جناح لإقامة أربعة أفراد ويطمح الصالحي الى استضافة فنانين تونسيين وأجانب للإقامة الفنية في هذا الفضاء الصغير في مساحته والكبير في الأفاق التي يفتحها لأطفال هذا الحي الشعبي وغيره من أحياء سبيطلة.
الفضاء قادر على احتضان الأعمال المسرحية التجريبية وعروض الأطفال واللقاءات الفكرية والأمسيات الشعرية وقد أنجزه الصالحي الى حد الآن دون أن يحصل على مليم واحد من الدولة .
دعم الفضاء
مسرح «نيرفانا»في سبيطلة يسعى الى إستعادة مجد هذه المدينة التي عاشت عصورا من الازدهار الثقافي والفني ولعل مسرحها العجيب الذي يعود الى العهد الروماني أبرز شهادة على تفوق هذه المدينة التي كانت تسمى «سفيطلة».
لكن فضاء نيرفانا يحتاج الى دعم مثله مثل فضاءات أخرى ولعل أمتياز هذا الفضاء أنه يتوسط حي شعبي فالمسرح والفن عموما هدفه الأساسي تغيير الفضاء الاجتماعي وتنمية القيم الثقافية والجمالية في الأوساط الشعبية الفقيرة..
حماس مقداد الصالحي لنجاح هذه التجربة بلا حدود ولكن الثابت أنه لا يستطيع دون دعم وتشجيع من الدولة ومن المجتمع المدني في سبيطلة أن يستمر فاليأس قد يتسرب له في أي لحظة والمشروع قد يموت في المهد قبل أن يورق... ووزارة الثقافة ومندوبية القصرين وبلدية سبيطلة والمجلس الجهوي لولاية القصرين أولى الجهات التي يفترض أن تدعم هذا الفضاء لأنه نموذج للمبادرات الثقافية الشجاعة .