لم يعد العنف حكرا على ميادين كرة القدم وأصبحت قاعات الرياضة عرضة للاكتساح على غرار الملاعب وانتشرت الحمى من الكبار الى الصغار ولعل ما شهدته قاعة باردو في نهائي بطولة الأواسط لكرة اليد خير دليل على ذلك، فالبطولة انتهت على أحداث مؤسفة جدّا ولم نتعرف على صاحب بطولة هذا الصنف. نهائي بطولة الأواسط احتضنته قاعتا القرجاني وباردو يومي السبت والأحد وكانت نتائجه كالتالي:
شبيبة الشيحية بعث بني خيار (3133) بعث بني خيار مكارم المهدية (2726) شبيبة الشيحية مكارم المهدية (2534) شبيبة الشيحية سبورتينغ بن عروس (3246) مكارم المهدية سبورتينغ بن عروس (3030) بعث بني خيار سبورتينغ بن عروس (4141) : توقفت المقابلة قبل 4 ثواني من النهاية.
اكتساح القاعة ثم الميدان
يبدو ان الأمور التنظيمية لم تكن على الوجه المطلوب خاصة في المقابلة الحاسمة بين بعث بني خيار وسبورتينغ بن عروس. فالجماهير أصرّت على حضور المقابلة وتمكن عدد كبير من الدخول في غياب الأمن بالعدد المطلوب فحضور عوني أمن فقط لا يمكن ان يخوّل اجراء النهائي في ظروف أمنية جيدة. وهذا ما حصل فعلا بعد دخول عدد كبير من الجماهير قاعة باردو وخاصة من أحباء بن عروس وفي الدقيقة الأخيرة وتحديدا قبل نهاية المقابلة ب 4 ثواني حصل ما كان متوقعا بعد تعمد الجماهير الاعتداء على لاعب بعث بني خيار سيف الدين التليلي الذي صعد الى المدارج بعد اقصائه من طرف الحكم ثم فجأة تحوّل الميدان الى حلبة للملاكمة وتوقفت المقابلة على نتيجة (4141).
من هو البطل؟
للأسف حفلة شبان كرة اليد لم تنته بالتكريم وتسليم البطولة والميداليات ولكن انتهت على نقل لاعبين للمستشفى والغريب ايضا ان الرابطة الوطنية لكرة اليد ستكتفي بتسليط العقوبات على الفريقين ربما لان الحكم لم يدوّن أحد الفريقين أو جمهوره وبالنسبة الى مصير البطولة فإن المكتب الجامعي هو الذي سينظر في الموضوع خاصة أنه لا يوجد فصل قانوني واضح وصريح لمثل هذه الحالات وربما يكون قرار إعادة اللقاء هو الأقرب ولكن هل يقبل بعث بني خيار بذلك والحال ان النتيجة الحاصلة والتعادل الذي توقفت عليه المقابلة يخدم مصلحته ويؤهله للفوز ببطولة الأواسط؟ وفي النهاية نكتفي بالقول إن ما حصل مؤسف جدّا وجريمة في حق كرة اليد التونسية.