خبر تداولته بعض صفحات «الفايس بوك» أربك الأولياء بخصوص صلوحية تلاقيح الحصبة مرفوقة بإشاعة وفاة 3 أطفال بين مستشفى شارل نيكول وباب سعدون أدخل في نفسية أولياء الأطفال المصابين بالحصبة الرعب والخوف. «الشروق» تحدثت إلى المختصين في هذا المجال وتبيّن أن كل ماهو منشور افتراضيا هو مجرد إشاعات لا غير... وأن قطاع التلاقيح محافظ على جودته وعلى مراقبته كما أنه لا وجود لأي حالة وفاة... وأن الحصبة المتواجدة حاليا أعلبها «حصبة الريح» إلا 34 حالة فقط لحصبة عادية...
إشاعات
في تصريحه ل«الشروق» أكد الدكتور المنذر البجاوي (المختص في الوبائيات بإدارة الرعاية الصحية الأساسية) أن تونس تستورد التلاقيح من عدد من الدول. وأن ما وقع نشره مؤخرا من أخبار هو مجرّد إشاعة مفسرا مرض الحصبة بالقول: «التلاقيح لا تقتل بل المرض يقتل... وفي تونس نلقح ضدّ الحصبة منذ نصف قرن... قبل ذلك كان من يمرض بالحصبة يموت. ومنذ الستينات دخلت تونس مرحلة التلاقيح ومنذ عشريتين صرنا نتحدث عن تغطية عالية ومرحلة متقدمة جدا للقضاء على المرض.وعلى المواطن والوالي أن يعلم أن مرض الحصبة نوعان الأول هو الحصبة العادية أي مرض الحصبة والثاني حصبة الريح وهي الحميراء بعبارة أوضح «حصبة خفّافي»... وقد بلغنا في سنوات خلت نسبة 0٪ من مرض الحصبة العادية.
670 حالة
يضيف الدكتور البجاوي: «في تونس كل حمى مصحوبة بطفح جلدي نقوم مباشرة بتحليل للحصبة الأصلية ولحصبة الريح. وقبل حوالي 3 أسابيع سجلنا 670 حالة قمنا بتحليلها كانت أغلبها حصبة الريح. إلا 34 حالة لحصبة عادية ونحن بصدد معالجة الوضع. فهناك أشخاص ينسجمون مع المرض ويغلبونه بالتلقيح وآخرون قد لا يكونون استجابوا للعلاج».
لا وجود لقتلى
ونفى الدكتور البجاوي أن يكون أي طفل توفي نتيجة الاصابة بمرض الحصبة مؤكدا: «أغلب الحالات في تونس هي حصبة الريح... إلا بعض الحالات التي تكون فيها الحصبة فعلا حصبة حقيقية. ولا وجود لأي طفل توفي. بل لدينا حالة واحدة بقسم انعاش الأطفال بمستشفى الأعصاب لطفلة عمرها 11 سنة أصيلة الهوارية مصابة بمرض الحصبة العادية ونحن بصدد مراقبة حالتها الصحية».
توقف العدوى
يختم الدكتور البجاوي كلامه: «إلى اليوم توقفت عدوى مرض الحصبة ولم نسجل حالات جديدة غير تلك المسجلة منذ 10 أيام ونطمئن الأولياء أن تلاقيحنا بخير وكذلك أبناؤنا».
وزير الصحة - كل مراحل التلاقيح مؤمنة جدّا
السيد عبد اللطيف المكي وزير الصحة العمومية صرح ل«الشروق» بخصوص موضوع التلاقيح: «لدينا اليوم بالوزارة سلسلة مؤمنة من المراقبة والجودة وقد شكلت الوزارة لجنة بها أطراف من كل الادارات الأفقية منها إدارة الصحة الأساسية والصيدلية المركزية والطب الجامعي والمدرسي لنتابع بصفة دورية كل ما له علاقة بالتلاقيح من حيث الشحن والحفظ والتوريد».
وعن إشاعة مصرع عدد من الأطفال أكد: «لا خوف على تلاقيحنا وما تمّ تداوله مؤخرا غير صحيح، إذ أصبح جليّا أن تونس مستهدفة وعلى المواطن عدم التعامل مع الاشاعات. كما وقع في موضوع الاشعاعات وعليه دوما الرجوع الى الدوائر الرسمية».