الطائرة التركية التي تمّ اسقاطها وقعت في مدى مدفع ايراني الصنع قادر على اطلاق خمسة آلاف طلقة في الدقيقة أي أنه لا يخطئ هدفا موجودا في مداه على حدّ قول خبير سوري. نقلت مصادر اعلامية سورية أمس عن خبير سوري قوله إن السلاح الذي استخدمته القوات السورية لاسقاط المقاتلة التركية «إف4» هو إيراني الصنع وحصلت عليه دمشق عام 2010.
مدفع النيران الغزيرة
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدس أكد أن السلاح الذي تمّ استخدامه لاسقاط الطائرة التركية كان مدفعا مضادا للطائرات عياره 23 ملم ومداه الأقصى لا يتعدى كيلومترين ونصف الكيلومتر.
ونقل موقع «عكس السير» السوري، عن خبير عسكري سوري توضيحه ان المدفع يحمل اسم «م.ط23» وهو ايراني الصنع ويمتاز بخاصية غزارة النيران اذ يطلق خمسة آلاف طلقة في الدقيقة ويوضع على عربات مجتررة وهو لا يخطئ هدفه.
وأضاف الخبير ذاته قوله إن المقاتلة التركية وتلافيا لانكشافها على شاشة أجهزة الرادار السورية الموجودة في المنطقة اضطرت لتخفيض ارتفاع طيرانها حتى وصلت الى علو مائة متر فقط ولم تتوقع أبدا أن لدى الدفاعات السورية مدفعا رشاشا يستطيع اصابتها وهي بسرعة 800 كيلومتر في الساعة، لكنها فوجئت بهذا النوع من المدافع المضادة المعتمدة على غزارة النيران والدقة في التصويب عن قرب مما حرمها من أية امكانية للمناورة وأصيبت اصابة مباشرة في معظم أجزائها.
تحذير سوري
وحول اسقاط سوريا للطائرة التركية قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس إن سوريا وجهت في الواقع تحذيرا من أن قواتها قادرة على شنّ دفاع جوي متطور ضد أي هجوم على نسق العملية التي قادها حلف شمال الأطلسي على ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن سوريا عززت دفاعاتها الجوية بشراء العديد من الأسلحة المتقدمة من روسيا بعد أن قصفت الطائرات الاسرائيلية مفاعلا نوويا مزعوما بمدينة دير الزور قبل خمس سنوات.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون انه على الورق على الأقل، يبدو أن الدفاعات الجوية السورية أقوى من تلك التي واجهها الناتو في ليبيا وهي أقوى حتى من الدفاعات الجوية الايرانية.
وقالت الصحيفة إن سوريا أنفقت مليارات الدولارات لتحديث دفاعاتها الصاروخية التي تعود الى الستينات والسبعينات من بينها نظام «أي. أي22» الذي يعتقد حسب الصحيفة أنه استخدم لاسقاط الطائرة التركية.
وقال محلّلون إن الأنظمة الدفاعية السورية شبيهة بتلك الايرانية في ما يتعلق بالتكنولوجيا ولكن النسخة السورية أكثر فعالية لأنها تتركز على مساحة أصغر. وكانت ايران قد أعلنت قيامها بتطوير عدّة أنظمة للدفاع الجوي بالاعتماد على قدراتها الخاصة وعلى تصاميم أنظمة روسية، ووصل الايرانيون الى حدّ الاعلان عن تطوير نظام يضاهي أو يفوق من حيث الفعالية منظومة صواريخ «اس300».
وحول هذا الموضوع بالذات قالت صحيفة روسية أمس إن روسيا أوقفت تنفيذ صفقة منظومة صواريخ «أنسا300» الى سوريا مكتفية بالقول بأن أوامر من «الأعلى وصلت الى المجمع الصناعي العسكري وطلبت منه ايقاف تنفيذ الصفقة المبرمة مع سوريا».
وحول السبب المحتمل قالت الصحيفة إن الكريملين يريد ارضاء الغرب وإسرائيل كما فعل مع ايران قبل عامين حين أعلن عن تجميد صفقة مماثلة.