تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. السؤال الأول عند الوضوء كنت أتمضمض مرتين وأستنشق مرتين وأغسل يديّ مرة واحدة وكذلك رجليّ فقيل لي إن الوضوء باطل في هذه الحالة وبالتالي كل صلواتك السابقة باطلة. أريد منكم فضيلة الشيخ جوابا شافيا في هذا الموضوع ؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن ما قيل لك من كلام في هذا الموضوع غير صحيح بالمرة لأن التثليث في الوضوء ليس واجبا وإنما هو من السنة . وأجمع العلماء على أن الواجب في غسل الأعضاء مرة واحدة.
السؤال الثاني إذا ترك أب إرثا بعد وفاته لأبنائه هل يعتبر ذلك صدقة جارية ينتفع بها بعد وفاته؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أن ترك الأب مالا لأولاده بعد وفاته يستعينون به على صروف الحياة أمر حسن ومطلوب شرعا فقد ورد في صحيح البخاري أن النبي زار سعدا في مرضه فاستأذنه سعد في الصدقةِ بماله كله قال: لا قال: فبنصفه قال: لا قال: فبثلثه قال: نعم والثلثُ كثير ثم قال له صلى الله عليه وسلم مبيناً علة ذلك: (إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالةً يتكففون الناس). لكن لم يقل العلماء أن المال المتروك بعد الوفاة يعتبر صدقة جارية بل يعتبرون الصدقة الجارية هي كل ما يوقفه الإنسان أثناء حياته فيجري عليه نفعه بعد وفاته.
السؤال الثالث: هل أن صيام الاثنين دون الخميس أو صيام الخميس دون الاثنين له نفس الثواب عند صيامهما معا ؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة المحترمة أن صيام الاثنين والخميس معا سنة ثابتة عن النبي فعَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَيَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَمِنَ الْجُمُعَةِ الثَّانِيَةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ». ومن صام يوم الخميس وحده أو الاثنين وحده فله ثواب صيامه والأفضل صيامهما معا.
السؤال الرابع أنوي السفر إلى البقاع المقدسة للقيام بالعمرة في شهر رمضان القادم . أرجو منكم أن تمدوني ببعض الإرشادات والنصائح حتى يتضاعف الثواب ويثبت الأجر إن شاء الله؟ الجواب: اعلم أيها السائل الكريم أن العمرة في شهر رمضان من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها الإنسان إلى الله تعالى. قال النبي صلى الله عليه وسلم «فإن عمرة في رمضان تقضي حجة معي» (رواه البخاري). ما أنصحك به أن تستغل أوقات هذا الشهر المبارك وهذا البلد المبارك في طاعة الله تعالى وأن تتفرغ لذلك قدر استطاعتك ومن أفضل الوسائل لاستغلال الوقت فيما يعود على المرء بالنفع في دنياه وآخرته في مثل هذا الموسم: الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وحده وصدق التوجه إليه وتجديد التوبة النصوح إليه سبحانه وتعالى ثم استغلال الوقت في العبادة والذكر وقراءة القرآن وتدبر معانيه والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
السؤال الخامس كنت أصلي وفجأة خرج من جرح بعض الدم.. هل أستمر في صلاتي أم أقطعها؟ الجواب اعلم أيها السائل أن الدم الخارج من غير السبيلين (القُبُل والدُبُر) لا ينقض الوضوء عند أغلب العلماء. ولكن إذا خرج الدم من الشخص وهو يصلي فإن عليه أن ينظر: فإن كان يسيراً مسحه بمنديل ونحوه وألقاه بحيث لا يلصق به ثم يستمر في صلاته وإن كان كثيراً فإنه يجب عليه أن يخرج من صلاته ليغسله ويضمده إن استمر نزوله لأن الدم نجس ومن شروط صحة الصلاة طهارة الثوب والبدن والمكان وبعد ذلك يعود إلى صلاته فيستأنفها من جديد على مذهب جمهور أهل العلم. والله أعلم.