مع ارتفاع درجة الحرارة تصبح تجارة المكيفات الهوائية أكثر رواجا ويكثر إقبال التونسيين على اقتنائها واستعمالها هروبا من حرارة الطقس وبحثا عن الرفاهة لكن المكيفات الهوائية قد تتحول من نعمة الى نقمة وتخلّف الاصابة بأمراض عديدة. «أجهزة التكييف الهوائي يمكن أن تتسبب في حدوث التهابات رئوية خاصة لمن يشكون في السابق من أمراض رئوية أو مرض الربو». هذا ما أكده الدكتور الحبيب غديرة الأستاذ بكلية الطب بتونس في معرض حديثه ل «الشروق» عن المضار الصحية الناجمة عن الافراط في استعمال المكيفات الهوائية والتي يكثر عليها الإقبال في مثل هذه الفترة مع ارتفاع درجة الحرارة.
ويكشف محدثنا عن ان استعمال المكيف دون تنظيفه وصيانته يمكن ان يحمل معه بعض أنواع من الجراثيم التي تسببت فيها الرطوبة وبمجرد تشغيل المكيّف تنتقل الى المستعمل وتسبب له تعفنات جرثومية والتهابات في المخ والكبد والجهاز التنفسي.
وإذا كان مصابا في السابق بأمراض أخرى مثل الربو فإنها تعمل على إثارتها او تهييج الألم والاصابة. ويضيف: «الاستعمال العشوائي لأجهزة التكييف الهوائي يمكن ان تخلف تعفّنات في الحلق والجيوب الأنفية والصدر وتخلّف ضيقا في القصبات الهوائية وتعمل على إثارة أمراض المفاصل عند الذين يشتكون من هذه الأمراض.
كما ان التعرض الدائم لأصوات المكيفات وأزيزها يمكن ان يتسبب في الاصابة بنوع من التوتر العصبي والارهاق. كما يكشف الدكتور حبيب غديرة أن المضار تظهر أكثر لدى مستعملي التكييف المركزي فتعريض الجسم للبرودة الشديدة يتسبب في الاصابة بآلام بالعضلات والعظام والمفاصل وينصح بضرورة الحذر من المخاطر التي تسببها أجهزة التكييف بإحكام استعمالها وتشغيلها في درجات معقولة تتماشى مع درجة حرارة الطقس حتى نتفادى ما يعبّر عنه بالصدمة الحرارية (درجة تكييف لا تقل عن 22 درجة). وعند الخروج من البيت يستحسن عدم ترك الجهاز يشتغل لانه قد يبرد كثيرا وعند الرجوع تحصل الصدمة الجسمية.
كما من المهم صيانة أجهزة التكييف قبل استعمالها بتنظيف المصفاة لتفادي انتقال «الميكروبات» الى جسم الإنسان. وداخل السيارات في مثل هذه الفترة يكثر استعمال المكيف الهوائي الذي يحمل بدوره العديد من الأخطار الصحية للسائقين ومختلف مستعملي السيارات اذ يعمدون عند الدخول الى سياراتهم الى تشغيل المكيفات بأقصى الدرجات هروبا من حرارة الطقس مما يعرّضهم الى الاصابة بتيّار هوائي بارد ويساهم في إصابتهم بأمراض خطيرة.