ذكرت تقارير تركية أمس أن تركيا طلبت من حلف شمال الأطلسي (الناتو) فرض منطقة حظر جوي على سوريا بالرغم من تفاؤل الوسيط الدولي كوفي عنان وتوقعه خروج اجتماع جنيف اليوم ب«نتيجة مقبولة». نشرت صحيفة (فاتان) التركية امس نقلا عن مصدر لم يكشف عن هويته بوزارة الدفاع الأمريكية أنه «يبرز ضمن الطلبات التي قدمتها تركيا في الاجتماع الأخير للناتو (يوم 26 من الشهر الجاري) أيضا الإعلان عن فرض منطقة حظر جوي». من جانبه، أكد دبلوماسي تركي مسؤول في إدارة الأزمة السورية للصحيفة الطلب المذكور، مضيفا أن الموضوع مدرج في أجندة الناتو اصلا.
الحل العسكري
وشدد الدبلوماسي قائلا إن «موضوع فرض منطقة حظر جوي مأخوذ في الاعتبار في إطار إجراءات الطوارئ التي يتخذها الناتو وجار الآن مناقشة مدى فاعليته». يشار إلى أن تركيا بدأت نشر قوات وعربات مصفحة وأنظمة مدفعية مضادة للطائرات في المناطق الحدودية مع سوريا ردا على إسقاط طائرتها الجمعة الماضية على يد قوات سورية.
وقالت امس مصادر من المعارضة السورية ان الجيش السوري قام من جهته بتحريك دباباته باتجاه الحدود التركية. وصرح رئيس المجلس العسكري الأعلى فيما يسمى الجيش السوري الحر مصطفى الشيخ، امس، إن حشودا للقوات النظامية السورية موجودة على بعد حوالي 15 كيلومترا من الحدود التركية، مرجحا أنها بمثابة «عرض قوة» في مواجهة الأتراك.
وأكد الشيخ أن «هناك تجمعات لوحدات عسكرية في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب وعلى بعد 15 كيلومترا أو أكثر بقليل من الحدود التركية»، موضحًا أن «المجموعات تقدر بحوالى 170 آلية ودبابة وحوالى 2500 عنصر».
عنان متفائل
على الصعيد الديبلوماسي عبر الوسيط الدولي كوفي عنان امس عن تفاؤله بأن تثمر المحادثات الوزارية المقرر إجراؤها اليوم حول الأزمة السورية عن نتيجة مقبولة. وقال عنان في جنيف لدى وصوله للاشتراك في مناقشات تحضيرية «أعتقد أننا سنعقد اجتماعا جيدا غدا أنا متفائل».
وصرح بأن المحادثات التي يجريها وزراء خارجية قوى عالمية وإقليمية في مدينة جنيف السويسرية ستنتهي إلى «نتيجة مقبولة» دون أن يقدم أي تفاصيل. وقال دبلوماسيون غربيون أن روسيا اقترحت أول أمس تعديلات على خطة عنان لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا بعد أن أيدتها في البداية لكن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا رفضت التعديلات. بينما اكدت دمشق رفضها لأية حلول قادمة من الخارج.
وقال دبلوماسيون في نيويورك طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أن التعديلات المقترحة تنبع من رفض موسكو الموافقة على تنحية الرئيس السوري بشار الاسد. ويقول دبلوماسيون غربيون وعرب أن الاجتماع التحضيري الذي يشارك فيه مسؤولون كبار سيكون مهما لتمهيد الطريق أمام تحقيق توافق بشأن مسألة الانتقال السياسي الشائكة في سوريا.