في الوقت الذي تطالب فيه مئات العائلات في أرياف ولاية صفاقس بتسريع نسق التزوّد بمياه الشرب برز «للصوناد» مشكل آخر حاد للماء ممّا أدخل الاضطراب والخوف على قلوب آلاف المواطنين داخل مدينة صفاقس وخارجها وخصوصا أصحاب المخابز والمقاهي والمطاعم. آلاف الشكاوى تصل يوميّا الى مقرّ الشركة التونسيّة لاستغلال وتوزيع الماء دفعت ادارة الشركة بصفاقس الى محاولة طمأنة الأهالي الى أنّ السبب يعود بالأساس الى الافراط في معدّل الاستهلاك اليومي الذي بحسب تقديرات مصدر مسؤول فاق المعدّل العادي للاستهلاك ممّا جعل كميّة الماء المستهلك في هذه الفترة التي ارتفعت فيها الحرارة تفوق كميّة الماء المنتجة حيث تمّ استهلاك في جوان 2011 (88 ألف متر مكعّب) في مدينة صفاقس مقابل (115 ألف متر مكعّب) لجوان 2012 غير أنّ طاقة الانتاج القصوى لا تزيد عن 108 آلاف متر مكعّب مخصصة لمدينة صفاقس فقط.
عديد الأهالي وخصوصا سكان المناطق النائية والمرتفعة نسبيا في أرياف صفاقس أكّدوا أنّ هذه الأزمة ليست ظرفيّة بل هي أزمة شبه دائمة تتكرّر مع مطلع كلّ صيف ولكنّها ظلّت منسيّة ومسكوت عنها برغم التشكّيات الّا أنّ اثارتها هذه الأيام تعود الى وصول الاضطرابات الحاصلة على شبكة الماء الى داخل صفاقس الكبرى مّما جعل أصوات الاستغاثة تتعالى وتكون مسموعة أكثر من ذي قبل.
وحسب بعض المختصّين فإنّ ضعف الضخّ ورداءة العديد من شبكات الماء في معتمديات صفاقس ساهم بصفة كبيرة في تفاقم هذه الأزمة وزاد الطين بلّة. ولئن شرعت «الصوناد» في تجديد شبكتها القديمة والمتهرئة في بعض معتمديات صفاقس ضمن المشاريع المبرمجة لسنة 2012 فإنّ الأمر يدعو الى الاسراع باعادة هيكلة وتجديد الشبكة القديمة للحدّ من ظاهرة الاضطرابات التي تساهم في نقص الماء وتبذيره خصوصا وأنّ المواطن العادي أصبح يلحظ بوضوح تضاعف الأعطاب التي تعيق وصول الماء للسكان من جهة وتتلف كميات وافرة من جهة أخرى. وتفاعلا مع نداء الشركة الوطنيّة لاستغلال وتوزيع المياه اقترح عديد المواطنين من صفاقس ومعتمدياتها فكرة العودة لتعميم «المواجل» بالمنازل كحلّ بديل ناجع عند انقطاع ماء الشرب وهي عادة صفاقسيّة قديمة تساعد في المحافظة على الماء والاقتصاد فيه الّا أنّها بدأت تضمحل مع انتشار العمارات وتضاعف السكن العصري.
بعض المواطنين في صفاقس أيضا واجهوا هذه الأزمة باستعمال القوارير والمواد البلاستيكيّة لتخزين ما تيسّر خزنه من ماء والأكيد أّنّ صيفا ساخنا ينتظر العائلات في صفاقس ما لم تتظافر الجهود للحدّ من انقطاعات مياه الشرب.
وقد افاد نبيل شقير رئيس اقليمصفاقسالمدينة بأن نقص المياه والانقطاعات سببها ارتفاع درجات الحرارة وما صاحبها من استهلاك مفرط للمياه لم يكن في الحسبان فتناقصت الكميات بالخزانات كثيرا بما اضطر الشركة الى التقليل من توزيع المياه في انتظار ايجاد حلول لتعديل كميات المياه بين الجهات يمكن ان تساعد على استعماله في احسن الظروف خلال ايام قليلة وقبل حلول شهر رمضان.