قام شباب متطوع وجمعيات ذات أهداف معلنة بالتحسيس بأهمية النظافة حتى يعود إلى بندقية إفريقيا ودرة المتوسط «بنزرت» رونقها وجمالها مع دخول الموسم السياحي والاصطياف . هذه البادرة جاءت للتحسيس بأهمية المواطن في الحدّ من الأوساخ. «الشروق» خرجت إلى الشارع بجهة بنزرت ورصدت طبيعة رؤية الأهالي لمشغل النظافة وآفاق تطوير أدوار المجتمع المدني الذي يرى انه مسك «العصا» من الوسط لاسيما إزاء ما تمّ استشعاره في السنوات الأخيرة من تقلص البعد الجمالي مقابل تنامي الاشكاليات المتصلة بالتلوث بعدد من ربوع الجهة.
يقول يوسف كرموص من منزل جميل في هذا الموضوع «دور المجتمع المدني هام لاسيما إزاء حالة الانفلات التي طالت سلوكيات المواطن بصفة عامة بعد الثورة في التوعية وذلك رغم انه يظل دورا تكميليا في الأساس. وأن حملات النظافة والعناية بالبيئة والبعد الجمالي التي أضحت أشبه بالمواعيد القارة المتواصلة على المدار العام من الشباب بالجهة من المؤشرات الهامة على تبدل في هذا الاتجاه». مضيفا «انه من المأمول أن ترتقي مثل هذه المناسبات إلى عادة وتقليد قائم الذات خدمة لهذه الأهداف الجمالية».
وغير بعيد عنه اعتبرت السيدة يسرى، موظفة بشركة أن النظافة وتردي البعد الجمالي بربوع جهة بنزرت من المحاور ذات الاهتمام من قبل الأهالي لاسيما مع السنوات الأخيرة مشيرة الى أهمية التثقيف والمحافظة على الأبعاد الجمالية لبنزرت مع دخول فصل الصيف وطرق موسم السياحة الأبواب بعد أن تغيرت ملامح جمالية عدد من الفضاءات حتى الواقعة وسط المدينة.
وعن آفاق الحلول أردفت المتحدثة أن عبارة «المؤقتة» التي يتم تداولها إعلاميا زادت الطين بلدة لاسيما في ظل انفلاتات في السلوكيات والمسؤوليات. وأن دور المواطن يبقى هاما ومحوريا مع تظافر كل الجهود من بلدية وفعاليات المجتمع المدني ومواطن. وقد طرقت بعد الثورة عديد الجمعيات الفتية نشاط التطوع في مجال إعادة الحياة لعدد من المعالم ونفض الغبار عنها وسط السعي الى المحافظة على سحر ورونق وجمالية بنزرت التي سحرت المغامرين وألهمت الشعراء والرحالة. ولكن رغم المجهودات المبذولة فإن النتائج تضل محدودة على الميدان في ظل مشاهد التلوث و الاتساخ المتواصل.
وفي هذا الاطار لاحظ السيدان اسماعيل بن صالح وعز الدين المعلاوي «انه مع ايجابية التدخلات الميدانية لجمعيات الشباب بالجهة فإن التخلي عن العقلية المطلبية هو الحل كذلك الالتزام بسلوكيات ثورية في التعاطي مع مثل هذه المشاغل على غرار ما يحدث بالبلدان الأوروبية. وأنه من المطلوب تعديل السلوكيات وتفعيل العمل في هذا الاتجاه من خلال عملية التحسيس للأجيال من قبل المجتمع المدني من جمعيات عمل تطوعي وغيرها. وختم محدثنا السيد عز الدين المعلاوي متقاعد بالاشارة إلى أهمية التثقيف والاحاطة في فترات الراحة على غرار العطل المدرسية. على اعتبار أن «العقل السليم في الجسم السليم»، على حد تعبيره
أما الشاب طالب الهندسة أحمد عنتر. أفاد أن علاقة جديدة بين كل الأطرف بعد الثورة وتقاسم الأدوار ضروري لنشر ثقافة التعاون بعيدا عن توجيه أصابع الاتهام مشددا على دور الإعلام في المساعدة على نشر مثل هذه الثقافات لاسيما عبر تكثيف المبادرت التطوعية والأيام التحسيسية في المجال وبلورة أفكار تعاون جديدة في الأثناء . من جانبه أشار السيد حمادي الامام من منطقة العالية الى أهمية توسيع القاعدة لمنخرطي الجمعيات في إطار من العمل التطوعي من مدارس و مؤسسات التربوية التي عليها بدورها غرس السلوكيات في إطار منظومتها التعليمية خاصة أن دور المواطن يضل أساسيا. وهو تقريبا ذات الموقف للسيد محمد بن ابراهيم من معتمدية سجنان الذي توقف عند أهمية تقاسم المسؤوليات بين مختلف الأطراف .