وسط اتساع الهوة السياسية والاستراتيجية بين الدول الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية حيال الأوضاع في سوريا سربت تقارير استخباراتية صهيونية أن عدوانا ثلاثيا غربيا تركيا خليجيا يطبخ في الدوائر العسكرية حال فشل اجتماعات التسوية السياسية. ويبدو أن اجتماع جينيف لحل الأزمة السورية اصطدم بعراقيل سياسية واستراتيجية كثيرة حيث أكدت مصادر مطلعة حضرت الاجتماع أن الهوة لا تزال كبيرة بين الموقف الغربي من جانب والموقف الروسي الصيني من جانب آخر , مضيفا أن الموقف الغربي يرى أنه لا مكان للرئيس السوري بشار الاسد في العملية الانتقالية ناهيك عن المستقبل السياسي المنظور والمتوسط فيما يعتبر الروس والصينيون أن مصير الأسد يقره السوريون أنفسهم .
فاشل... قبل بدايته
وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن الغموض يحيط باحتمال التوصل الى اتفاق حول الانتقال السياسي في سوريا خلال مؤتمر جنيف، بسبب معارضة كل من روسيا والصين حسب زعمه .
وقال هيغ ان هناك فرصة للمجتمع الدولي لاظهار قوة أكبر، ولكن لا يمكن حل الأزمة السورية دون موافقة روسيا والصين. وزعم أن المستقبل المستقر لسوريا ممكن في حال تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك كجزء من الاتفاق حول العملية الانتقالية.
وأضاف أن المجتمع الدولي سيحاول انجاح اجتماع جينيف والتوصل الى اتفاق قادر على التأثير في الوضع في سوريا بشكل حقيقي من أجل انقاذ الآلاف من الأرواح. وكمؤشر على التباين الحاصل بين الطرفين , اشارت وزارة الخارجية الروسية الى أن الأطراف التي تشارك في المؤتمر الدولي الخاص بسوريا أمس لم تتمكن من التوصل الى مشروع للوثيقة النهائية للمؤتمر، خلال اجتماع تحضيري جرى في جنيف أول أمس الجمعة على مستوى الخبراء.
وبدأت الاجتماعات بين الأطراف الدولية أمس السبت بتأخير لساعتين كاملتين فسرته جهات مطلعة أنه كرّس لعقد لقاءات ثنائية لترتيب الأمور وضبط المواقف الدولية . بدوره أكد كوفي عنان المبعوث الأممي العربي الى سوريا في افتتاح مؤتمر مجموعة العمل حول سوريا أن الأزمة السورية تفاقمت، ودعا اللاعبين الدوليين الى بذل أقصى الجهود من أجل التوصل الى اتفاق حول العملية الانتقالية في دمشق.
وناشد عنان القوى الكبرى التوصل الى اتفاق بشأن مبادئ لتحول سياسي يقوده السوريون متابعا أن الوضع قد يشعل المنطقة ويفجر أزمة دولية في حال عدم التوصل الى حل.
وأضاف «تلوح في الأفق أزمة دولية بالغة الخطورة نحن هنا للاتفاق على خطوط رئيسية ومبادئ لتحول سياسي في سوريا يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري». ويذكر أن كوفي عنان قد طرح خلال الاجتماع الدولي مقاربته للحل السياسي في سوريا الذي يقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم أعضاء من الحكومة الحالية وممثلين عن المعارضة مع ابعاد أشخاص «قد تؤدي مشاركتهم الى تقويض الحكومة» في اشارة غير مباشرة الى الرئيس السوري بشار الأسد الأمر الذي رفضته موسكو معتبرة أن مصير الأسد يجب ان يقرره الشعب السوري بعد اطلاق حوار وطني. وترفض موسكو اقرار نتائج الحوار الوطني السوري قبل انطلاقه وفرض «توصيات خارجية» على الشعب السوري.
الحدود التركية السورية تشتعل
في هذه الأثناء , أكد العميد الفار مصطفى الشيخ رئيس ما يسمّى المجلس العسكري الأعلى في (الجيش الحر) لوكالة الصحافة الفرنسية وجود حشود للقوات السورية على بعد حوالى 15 كيلومترا من الحدود التركية، مشيرا الى أن هناك تجمعات لوحدات عسكرية في المنطقة الشمالية شمال مدينة حلب تُقدّر بنحو 170 آلية ودبابة ونحو 2500 عنصر، مستبعدا حصول أي تدخل عسكري تركي.
من جهته , ذكر موقع «ديبكا فايل» الاسرائيلي المعروف بصلاته بالاستخبارات الاسرائيلية والأمريكية في تقرير خاص نشر الليلة قبل الماضية أن الأزمة السورية بلغت مفترق طرق أو خيارين حتميين ، اما عدوان غربي- عربي- تركي خلال الساعات ال48 القادمة أو توصل القوى الكبرى الى اتفاق حول عملية انتقال السلطة في دمشق.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها: ان القوات السعودية تدفقت الى الحدود مع الأردن والعراق خلال الليلة الماضية بعد أن أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بوضع القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى.
ورجح الموقع أن هذه الخطوة تأتي في اطار الاستعدادات للمشاركة في العملية العسكرية المخطط لها في سوريا. وتابع: ان القوات السعودية المتمركزة قرب الحدود مزوّدة بالدبابات والصواريخ والأنظمة المضادة للجو وتضم وحدات من القوات الخاصة. وقال الموقع: ان القوات السعودية ستدخل الأردن بفرقتين، تقوم الأولى منهما بتأمين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضد أي رد فعل عسكري سوري أو ايراني يستهدف الأردن من الأراضي السورية أو العراقية.. أما الفرقة الثانية فستدخل المناطق التي في جنوب شرق سوريا، حيث ستقام «منطقة أمنية» تحيط بمدن درعا ودير الزور والبوكمال.