كان «مسرح البحر» ولا يزال من المشاريع الرائدة بمدينة طبرقة والقادرة على تغيير المشهد الثقافي وتطوير السياحة وتنشيط الحركة الاقتصادية فضلا عن كونه يطل على البحر ليأخذ من جمال الطبيعة قسطا لا بأس به . «مسرح البحر» سيكون قبلة لأكثر من 06 آلاف متفرج ويدخل بذلك تاريخ أكبر المسارح بالبلاد ولكن هذا المشروع الرائد رافقه عدة عراقيل تراكمت معها التأخرات في الإتمام وكان الجميع يمني النفس بموعد الانتهاء من الأشغال ليأخذ المشعل عن مسرح «البازيليك, ويصبح يستقبل الآلاف من الجماهير خلال فعاليات المهرجانات الصيفية التي تميز مدينة طبرقة بدءا بمهرجان الجاز مرورا بالمهرجان الدولي وصولا لمهرجان الموسيقى العالمية ولكن شيئا من هذا لم يتم رغم التقدم النسبي في الأشغال لعدة اعتبارات وصعوبات كانت «الشروق» حاضرة لتعرفها من خلال هذه الزيارة والتي وقفت خلالها على تواصل الأشغال ولكن بنسق بطيء .
اعتمادات بالتقسيط الممل انطلق المشروع منذ أكثر من ثلاث سنوات ومازال في طور الانجاز رغم التقدم النسبي في الأشغال التي بلغت حسب مصادر «الشروق» 60 بالمائة واللافت للإنتباه خلال مراحل الانجاز هو بطء الاعتمادات والتخفيض من حجمها فخلال القسط الأول والمسمى بقسط الهياكل وقع الاتفاق على أشغال بقيمة 1.8 مليار ولكن الثقافة صرفت 1.2 مليارا فقط أما القسط الثاني والمعروف بقسط الركح والكهرباء فقد كان الاتفاق مقرر حول تخصيص 1.8 مليار ا ولكن كما حصل في القسط الأول تم صرف 1.2 مليارا وهو ما يعني التنازل عن عدة خصوصيات وجعل المشروع يفقد العديد من مكوناته بما يمكن أن يقلص من جماليته بالدرجة الأولى .
سلبيات هذا التوجه
التخفيض في المبالغ المرصودة للمشروع ساهم بقسط كبير في تغيير البرنامج الوظيفي الذي أقرته الدراسات الأولى ووقع الاتفاق عليه بين جميع الأطراف مثل التقليص من المحلات وإرجاء تركيز المأوى لمرحلة أخرى وكذلك المطعم والمشرب, وفضاء المحاضرات وبلغة أخرى المشروع فقد جزءا كبيرا من مكوناته إلى درجة لم يعد من الممكن التقليص أكثر وهنا كان بإمكان وزارة الثقافة الممولة للمشروع عدم التقليص من الاعتمادات ناهيك أن المشروع قادر عندما يصبح في طور العمل العودة بالنفع الثقافي والمادي وتعويض المصاريف .
وعود وتطمينات
السلط المحلية والجهوية التي أصبحت كما المواطن مهوسة بهذا المشروع ونظرا لأهميته وقدرته على تحريك الحركة الثقافية والسياحية والاقتصادية بكامل الجهة فإنها وعدت بالتسريع في الأشغال ووجود مخرج واتفاق مع الأطراف المعنية بالمشروع لإيجاد صيغة توافقية لضخ الأموال اللازمة مادامت المصلحة العامة تقتضي ذلك وهذا المشروع هو وطني بالأساس قبل أن يكون جهويا . وعلمت «الشروق» من السيد حسن الستيتي مقاول المشروع أنه يلزم على الأقل مليار إضافي لإتمام الأشغال وأضاف بأنه يتعين التسريع في صرف الاعتمادات لتسير ظروف العمل على أحسن ما يرام ويمكن مضاعفة طاقة التشغيل وتناوب الفرق ليلا نهارا ليكون المشروع جاهزا في أقرب الآجال . مشروع مسرح البحر ذلك المعلم الفني هو حلم أجيال وأجيال وتحقيق هذا الحلم يكون بالتضحيات والتسريع في إنهاء الأشغال بما لا يحرم عشاق الفن بأنواعه من مكان سيكون له شأن عظيم قادم السنوات تتغير معه أشياء كثيرة ترتبط بالجمالية والثقافة والاقتصاد والسياحة معا .