احتضنت مدينة القيروان مؤخرا الدورة 14 للمهرجان الوطني للمونولوج الذي تنظمه جمعية قدماء المسرح بالقيروان في دورة استثنائية من حيث الضيوف والبرمجة والموعد الزمني الذي جاء متأخرا. فعاليات المهرجان احتضنها المركب الثقافي أسد بن الفرات بالقيروان الذي يعد الفضاء الثقافي الوحيد في مدينة القيروان التي تعد نحو150 الف ساكن بين معتمديتين. وبرنامج المهرجان كان متنوعا واشتمل على عديد الفقرات مثل معرض لوحات الفنان التشكيلي القيرواني عبد العزيز ميلاد بعنوان «الجياد» وورشة فن الممثل وسهرة الفداوي بالمقهى الثقافي بالمدينة العتيقة للأستاذ كمال العلاوي وجملة من العروض المسرحية أهمها «قانون الجاذبية» لشركة الرؤية الجديدة ومسرحية«مثلث العبيد» للمونولوجيست الايطالي «ألدريك بيسي» ومسرحية ««سفينة الأحلام» لأطفال جمعية الإبداع المسرحي بالقلعة الصغرى.
مهرجان المونولوج الوطني يعد موعدا سنويا متجددا مع الفرجة والمتعة وفرصة لاكتشاف المواهب وصقلها والتعرف على جديد مسرح المونولوج والمسرح الفردي ويواجه المهرجان عديد الصعوبات والتحديات الهيكلية والمادية جعلته على هامش الحركة الثقافية رغم معاناة المنظمين ونضالهم من اجل تواصل المهرجان بين الأجيال ورغم تمكنه من اكتشاف مواهب كثيرة. لكن عدم قدرة المهرجان على التأقلم مع تطورات الساحة الثقافية وخصوصا القطاع المسرحي جعلت مهرجان المونولوج «مهمشا» من قبل الجهات المعنية ومن قبل الأسرة المثقفة وايضا من قبل الجمهور.
المهرجان افتتح بالتكريم واختتم بالتكريم ورغم الجهود التي بذلت لإنجاح المهرجان، فان الارتجال وضعف المشاركات خففت من نسبة نجاح الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني الذي بدأ ينسى أنه وطني وتنسى وزارة الثقافة انه مهرجان وطني اولعلها تتعمد النسيان كانه في تونس لا يوجد سوى مهرجان قرطاج ليعبد ويعتلى على جثة الوزير.ملاحظة أخيرة الذين تحدثوا كثيرا عن الثقافة والابداع والعمل الثقافي في مناسبات سابقة وابدوا رغبة جامحة في التسابق نحوالكراسي والمناصب الثقافية غابوا عن المهرجان مثل العادة...فمتى يحضرون؟