ركَّزت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية على مغزى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتهنئة الرئيس المصري محمد مرسي بفوزه بالرئاسة، والذي تعهد فيه أوباما بمواصلة التعاون مع رئيس مصر الجديد «على أساس الاحترام المتبادل» بين البلدين. وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي نشرته أمس على موقعها الإلكتروني: «التأكيد على فكرة الاحترام المتبادل بين الجانبين هو اختيار موفق من قبل الرئيس أوباما، وقد لقي بالتأكيد صدى وقبولاً لدى الرئيس مرسي وإخوانه في جماعة الإخوان المسلمين التي ضاقت ذرعًا بعلاقة التابع والمتبوع، التي يُعتقد بأن الرئيس السابق حسني مبارك قد رسخ لها كأساس لعلاقات بلاده مع واشنطن».
وأضافت الصحيفة الأمريكية: «إبداء احترام للشعب المصري يعني إظهار رغبة في إعادة التوازن للعلاقات المصرية - الأمريكية نحو تجارة حرة واستثمارات تحتاجها البلاد بشكل ملح في سبيل توفير فرص عمل ووظائف للشباب المصري الذي يمثل شريحة كبيرة من إجمالي تعداد السكان البالع عددهم أكثر من 80 مليون نسمة، والبعد إلى حد ما من المعونات العسكرية التي لا تدر نفعًا سوى على شريحة محدودة من المصريين».
وأقرت الصحيفة بضرورة أن يكون لدى واشنطن علاقات عسكرية ممتازة مع القاهرة، غير أنها حذرت من أن يكون ذلك على حساب مصالح المدنيين، بل وأن تقرر واشنطن حجم المعونة التي ترسلها إلى مصر سنويًّا بناءً على احتياجات مصر الدفاعية الحقيقية، وإلى أي مدى سيسمح قادة الجيش بديمقراطية حقيقية في البلاد. ولفتت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن أحد السبل المتاحة كي تعرب واشنطن عن احترامها لشعب مصر تكمن في وقوف إدارة أوباما بجانب قيم الديمقراطية بشكل أكثر وضوحًا مما تظهره حتى الآن.