في مؤشر على الهوة السحيقة القائمة بين الجسد العسكري والسياسي داخل المعارضة السورية اتهم ما يسمى بالجيش السوري الحر أمس المجتمعين في مؤتمر القاهرة بالمتآمرين على «الثورة» السورية مدعيا أن الاجتماع يمثل دعما للرئيس السوري بشار الأسد. وانعقد أمس الاثنين في العاصمة المصرية القاهرة مؤتمر جمع أكثر من 250 شخصية سياسية سورية معارضة قصد بلورة تصور موحّد لعمل المعارضة وأهدافها وسياساتها وغاياتها .
وحضرت الاجتماع وفود عربية ودولية تمثل عددا من القوى الكبرى والمنظمات الإقليمية ذات الصلة بالملف السوري .
مرحلة انتقال السلطة
حيث أشار أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي خلال اجتماع المعارضة السورية في القاهرة في مقر الجامعة العربية، إلى أنه «لا يمكن مقارنة ما تقوم به القوات الحكومية السورية بما تقوم به المجموعات الأخرى المسلحة»، وأوضح أن «الجامعة العربية والمجموعة الدولية لا يمكنهما التغاضي عن الجرائم الخطيرة التي ترتكب بحق الشعب السوري».على حد تعبيره.
وأشار العربي إلى «ضرورة بدء مرحلة عملية انتقال السلطة في سوريا»، وأوضح أن «اجتماع جينيف لم يصدر إشارة واضحة وصريحة إلى اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة».
وأضاف أن «اجتماع جينيف أظهر إجماع الدول الخمس الكبرى على ضرورة وقف العنف، ودعم خطة المبعوث الأممي كوفي عنان»، ورأى أن «أهم ما تم الاتفاق عليه في اجتماع جنيف عملية انتقال السلطة في سوريا مع تشكيل حكومة وحدة وطنية».
أما وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، فقد أكد أن «الاهتمام الأول يجب أن ينصب على توحيد الجهود وأن تكون المعارضة ممثلة تمثيلا شاملا»، لافتا النظر إلى أن «وضع سوريا اليوم يذكرنا بوضع العراق منذ 10 سنوات».
وقال، «موقف العراق لم يكن موقفا محايدا بل وقف إلى جانب الشعب السوري». وأضاف، «نحن لسنا أوصياء على السوريين ولكننا سنبذل كل الجهود من أجل تحول ديموقراطي للسلطة في سوريا».
ومن جهته، أكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أن «تركيا ساندت منذ البداية مطالب الشعب السوري والثورة»، مشددا على أن «النظام السوري الآن فقد شرعيته وابتعد كثيرا عن المنطق» على حد تعبيره، ومشيرا إلى أن «المخاطب الوحيد لنا في سوريا هو الشعب السوري والمعارضة». وقال، «أبواب تركيا ستبقى مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، ومعاناة الشعب السوري لن تنتهي إلا عند بدء عملية الانتقال السلمي للسلطة». من جهته، أشار نائب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، ناصر القدوة إلى التدهور الاقتصادي في سوريا نتيجة الأحداث الأخيرة، لافتا النظر إلى أن «سوريا تؤثر بعمق على محيطها العربي وتتأثر بهذا المحيط».
ودعا القدوة، المعارضة السورية، إلى «إنجاز وحدة الموقف والأداء باعتبارها ضرورة ملزمة وليست خيارا، بهدف تعزيز ثقة الشعب فيها وكسب التأييد الدولي لها». وتوجه إلى المعارضة السورية قائلا، «أمامكم اليوم مهمة تحقيق وحدة الرؤية والموقف بينكم كممثلين للمعارضة، وتحقيق وحدة الأداء مع شعبكم ومنطقتكم والعالم الخارجي».
المؤتمر المؤامرة
ومن جهتها, وصفت القيادة العامة «للجيش الحر» مؤتمر المعارضة السورية الذي تنظمه الجامعة العربية في القاهرة أمس الاثنين واليوم الثلاثاء، بأنه «مؤامرة». وقال الناطق الرسمي باسم القيادة المشتركة العقيد الطيار الركن قاسم سعد الدين :»نعلن مقاطعتنا ورفضنا المشاركة في المؤتمر المؤامرة الذي يعقد في القاهرة للمعارضة السورية».
ولفت الانتباه إلى أن «المؤامرة التي تعقد في القاهرة تنص وبشكل مريب على رفض التدخل العسكري الدولي لإنقاذ شعبنا وحمايته بل وتتجاهل قضايا غاية في الأهمية منها مسألة فرض المناطق الآمنة المحمية من المجتمع الدولي والممرات الإنسانية والحظر الجوي وتسليح ودعم الجيش الحر في الداخل». وأضاف البيان أن مؤتمر القاهرة يأتى «عقب المقررات الخطيرة لمؤتمر جينيف التي تصب كلها في خانة إنقاذ النظام السوري والدخول في حوار معه وتشكيل حكومة مشتركة.
ويهدف اجتماع المعارضة السورية الى الخروج بوثيقتين الاولى وثيقة العهد الوطني وهي بمثابة مشروع دستور للدولة السورية الديمقراطية والوثيقة الثانية تتضمن سبل التعامل مع الازمة التي تشهدها سوريا وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية. ويشارك في الاجتماع نحو 250 شخصا من اطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج حيث يناقش المؤتمر تشكيل مظلة جامعة للمعارضة السورية أو توسيع المجلس الوطني المعارض ليصبح هو المظلة الجامعة.