«يا لطيف»... «ما حقوش»... «ما يجيش»... «ضيع كاريارو»... هذا ملخص ردود الفعل بعد تأكيد تنقل يوسف المساكني الى فريق «لاخويات» القطري. كلام جميل وكلام معقول، لكن لا يجب التوقف عند ويل للمصلين... وهذه الحكاية تذكرني بالتسلسل المنطقي لذلك الحوار الذي دار بين كهل وطفل صغير حيث سأله ذلك السؤال «الركيك» الذي يرافق طفولتنا، وهو «آش تحب تولي كي تكبر؟» فأجابه بكل بساطة «نعرس ونشد القهوة كي جدي»... والحكاية هنا ببساطلة تلخيص لمشوار حياة، فالطفل جنب نفسه ومحدثيه التفاصيل بالحديث عن الدراسة بكل درجاتها ومشوار البطالة، ثم العمل بكل أصنافه ثم الزواج وبناء العائلة، ثم سن التقاعد التي تنتهي بأغلبنا الى حلقات المتقاعدين في المقاهي.
والمسألة هنا شبيهة لما نريد الوصول اليه في حديثنا عن اختيار المساكني الصغير. شخصيا سأرفع تحديا لأي مواطن في هذا الوطن العزيز مهما كان مستواه، دراسيا واجتماعيا، بين بهرج أوروبا ومشوار كفاح كروي شاق ومحفوف بعدة عقبات لتكون الحصيلة في النهاية رصيدا بنكيا يخول لأي لاعب في العالم أن يضمن بطالة مبكرة في الثلاثينات، وبين «بالة» دولارات تناهز ال 4 مليارات سنويا في بطولة مبتدئة ورصيد يصل الى 16 مليارا في 4 سنوات، من المؤكد أن الاجابة... با& عليكم ودون فلسفة لا طائل من وراءها وأصدقوا أنفسكم القول، لا أظن أن أحدا سيدوس على النعمة ويلاحق المثاليات.
المساكني الصغير فلتة كروية دون شك وله الخصال ليقوم بمشوار كروي استثنائي، وحياة الكرة لن تنتهي في قطر أو غيرها لأن البعض قد ينهيها هناك مثلما فعل باتيستوتا» وراوول حاليا، الا أن لاعبا مثل «أوتاكا» كانت له مجرد محصلة ركبها ليكون هذا الموسم بطلا مع «مونبيلي» في فرنسا...
وإذا كان يوسف اختار طريق المجد من آخره وذلك بالقبض على المليارات قبل مشوار الكرة الطويل الذي مازال أمامه، فإن قناعتي أن «يوسف» الجب وغياهب السجن الذي وصل بقدرة قادر مقتدر ليعتلي عرش مصر «معجزة» لن تتكرر في أي زمن آخر... وما «يوسف» الترجي الا بشر ومواطن شاب أمامه مستقبل يريد أن يضمنه والفرصة صراحة لن تتوفر مرارا... وفي زمن لا نحلم فيه برؤية عزيز مصر ثانية، فلا تنتظروا من يوسف أن يصبر صبر يوسف لأنه في النهاية... لن يكون عزيز قطر.