في كواليس بعض الدول الغربية الكبرى يروج مقترح تطبيق النموذج المصري في سوريا والقائم على توسيع صلاحيات الجيش لإجبار النظام على التنحي فيما اتهمت موسكو الغرب بتحريف اتفاق جينيف عبر تحميله ما لم يقل ومالم ينص عليه. نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن مصادر مطلعة قولها إن هناك تفاهمات دولية خاصة مع روسيا لحسم الأزمة في سوريا وفق النموذج المصري، بمعنى أن يقوم الجيش السوري بدور كبير في دعم الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا، من دون إراقة المزيد من الدماء.
النموذج المصري
وقالت المصادر إن النموذج المصري أصبح عنوان المرحلة في الحل السوري، وإن روسيا باتت مقتنعة بأن يرحل الرئيس بشار الأسد «حسب زعمها» ولكن مع بقاء المؤسسات السورية بعيداً عن الانهيار، خصوصاً الجيش وباقي مؤسسات الدولة غير المتورطة في إسالة دماء الشعب السوري.
ولم تستبعد المصادر أن تتم مناقشة النموذج المصري في مجلس الأمن في نيويورك خلال الأيام المقبلة، وكذلك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في باريس بعد يومين.
كما تحدثت مسودة الوثيقة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها عن مراحل المرحلة الانتقالية، والتي تتمثل في أربع مراحل: المرحلة الأولى رحيل الأسد، والمرحلة الثانية تمتد إلى أسبوع واحد يتم خلالها تسليم السلطة من قبل شخصيات لها مصداقية لدى أنصار النظام ولم تتلطخ أيديها بالدماء أو الفساد.
والمرحلة الثالثة تمتد من أسبوعين إلى ثلاثة يجري خلالها إجراء مفاوضات ما بين المجلس الانتقالي والذي سيضم المعارضة من الداخل والخارج , بأغلبية 80 في المئة من الداخل و20 في المئة من الخارج، والمرحلة الرابعة تمتد إلى ستة أشهر كمرحلة انتقالية لتنفذ المهام التالية: حل الأجهزة الأمنية. وضع الجيش تحت قيادة مشتركة من الطرفين مع إعادة هيكلة الجيش. تأسيس أجهزة أمنية جديدة وتطهير مؤسسات الدولة ووضع دستور جديد.
التحريف المتعمد
وبعيدا عن سيناريوهات سوريا «مابعد الأسد» التي تستعد لها المعارضة السورية اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس، بعض الدول الغربية بالسعي إلى «تحريف الاتفاق الذي عقد في جينيف بشأن مبادئ الانتقال السياسي في سوريا التي اقترحها الوسيط الدولي كوفي عنان».
وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو، إن «اتفاق جينيف يتيح فرصا جيدة لتسوية الأزمة السورية، لكن للأسف بدأ بعض المشاركين الغربيين يحرفون في تصريحاتهم العلنية التسويات التي تم التوصل إليها».
وأضاف أن «اللقاء مع ممثلي المعارضة السورية في موسكو سيؤجل إلى الأسبوع المقبل بناء على طلب المعارضة، وأن روسيا لن تشارك في اجتماعات «مجموعة أصدقاء سوريا» «.
وتأتي تصريحات وزير الخارجية الروسي تعليقا على ما قاله أحمد فوزي الناطق باسم المبعوث العربي والأممي الخاص الى سوريا كوفي عنان بان مؤتمر جينيف حول تسوية الوضع في سوريا أدى الى تغيير في الموقفين الروسي والصيني من النزاع الدائر هناك.
وقال فوزي «في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية» «لا تقللوا من شأن ما حصل في جينيف، ولاسيما في ما يتعلق بموقف الروس والصينيين». وكانت «مجموعة العمل الدولية حول سوريا» التي اجتمعت في جينيف قد لفتت النظر إلى ضرورة تطبيق كل الأطراف في سوريا خطة عنان، وأكدت التزام العمل العاجل لإنهاء العنف وإطلاق عملية انتقال سياسية بقيادة سورية تتضمّن تشكيل حكومة وحدة وطنية يمكن أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة الحالية. وأضاف المتحدث انه «لا بد من وقف إطلاق النار في سوريا قبل بدء العملية الانتقالية السياسية».