عندما يتملك الشك عقل المرء فإن نتائجه عادة ما تكون وخيمة وحتما سيدفعه الى التصرف بحماقة او الى التدحرج في هوة لا مخرج منها البتة كما هو الحال في قضية الحال. القضية بدأت بشك زوج في وجود علاقة محرمة تجمع زوجته بأحد الأجوار وانتهت بذبح الجار من الوريد الى الوريد وقبوع الزوج وراء القضبان الى أجل غير مسمى.«الشروق» اتصلت بعائلة الهالك ببني وائل من معتمدية بوعرقوب حيث ومنذ ولوجنا منزل الهالك لمحنا الابن البكر وهو بصدد تفقد سيارة الأجرة مع أبنائه الصغار والتي كانت على ملك والده الهالك وكأنه يتحسس ماض رحل ولن يعود أبدا، نائب البالغ من العمر 36 سنة متزوج وله أبناء يعاني من اعاقة عضوية ويعمل سائق سيارة اجرة بالتناوب مع والده ولا تزال علامات التأثر والحزن بادية عليه كيف لا وهو الذي أراد يوم الواقعة ان يريح والده من العمل وتعويضه بنفسه لأن والده البالغ من العمر 62 سنة أصبح سريعا ما يشعر بالارهاق وخاصة مع اشتداد حرارة الطقس. فعند الساعة منتصف النهار طلب من والده ان يستريح قليلا ويأخذ قيلولة بينما يواصل هو العمل، سكت برهة من الزمن وكأنه لا يريد ان يتذكر ما حصل بعد ذلك لكن واصل بكل ألم قوله إنه لم يمض على غيابه وقت طويل حتى نزل عليه نبأ موت ابيه نزول الصاعقة فعاد من حينه الى المنزل ليجد والده ملقى في المكان الذي تركه فيه نائما جثة هامدة مذبوحا كالشاة وخرب جسده تخريبا بآلة حادة فلم يقو على مشاهدة أبيه على تلك الحال فخرج كالمعتوه لا يلوى على شيء وسألنا نائب ان كان لوالده أعداء فأجابنا ان والده مثال للرصانة والأخلاق العالية ومشهود له بالاستقامة بين جيرانه، ولكن موته بهذه الفظاعة هي ناتجة عن وهم القاتل وشكه في سيرة زوجته، وأفادنا أيضا ان في الايام التي سبقت قتل والده كانت زوجة الجاني في خصام دائم مع زوجها وقد غادرت محل الزوجية وحسب رأي الابن فإن القاتل الذي يبلغ من العمر 58 سنة والتي كانت صحته متدهورة على عكس صحة والده الذي كان يمتاز بلياقة بدنية طيبة نتيجة ممارسة الاعمال الفلاحية ولذلك استغرب الابن كيف تمكن الجاني بمفرده من التغلب على والده وذبحه وتسديد عديد الطعنات له الا اذا كان هذا الجاني مصحوبا بشخص آخر؟ وبرر قوله ذلك بأن باب المستودع اين كان الهالك نائما ليس من السهل فتحه او اغلاقه من طرف شخص عادي وقد كان مفتوحا نظرا لشدة حرارة الطقس ولكن أحد الشهود لمحه مغلقا ساعة وقوع الجريمة وهذا ما دفع عائلة الهالك يظنون ان الجاني الذي يعاني من أمراض عدة لا يقوى على فتح الباب او غلقه بمفرده؟
لوعة ودموع
ساعة حدوث الجريمة كان المنزل خاليا الا من الهالك هذا ما قالته زوجة الضحية وهي امرأة تجاوزت الستين من العمر ورغم مضي بضعة أيام عن فقدان زوجها الا ان الدموع لم تفارق مقلتيها واللوعة والأسى لم يغادرا قلبها الذي لم يتحمل وطأة هذا المصاب الجلل وهي التي لم تجد من زوجها الهالك غير العشرة الطيبة حسب قولها. وعن يوم الواقعة أفادتنا الزوجة انها اضطرت لترك المنزل لاعداد «العولة» مع احدى بناتها التي تسكن بجوارها وعند عودتها إلى المنزل حاملة معها غداء زوجها حيث اتجهت مباشرة نحو المستودع حيث ينام زوجها إلا أنها فجعت بالمشهد الفظيع وهي ترى زوجها مثخنا بالدماء حتى انها انكرت أن يكون ذاك زوجها إذ اعتقدت انه ربما يكون شخصا آخر، وقد أفادتنا ان زوجها تعرض ل13 طعنة موزعة في أنحاء جسده ورقبته وانه كان على مقربة من فراشه ما يفيد حسب قولها انه رغم نومه إلا أنه حاول أن يقاوم القاتل لكن كثرة الطعنات والنزيف عجلا باستسلامه للموت. وقالت ان آخر كلام بينها وبين زوجها الهالك قبل موته هو وعده إياها بأن يهديها عمرة إلى البقاع المقدسة في أقرب الآجال اعترافا لها بالجميل.
وقد ألح أبناء الهالك على أن نبلغ استغاثتهم إلى السلطات المعنية في سبيل أن يظهر حق والدهم الذي ذبح كالشاة في عقر داره. وقد أكدوا جميعا أنهم يوم الواقعة شاهدوا الجاني مصحوبا بأحد أبنائه في المقهى المجاور لمنزلهم وكأنه يترصد حركاتهم، في حين نفى ابن الجاني هذا القول أثناء التحقيق معه. وقد أكد لنا أبناء الضحية ان الجاني قد اعترف بالتهمة الموكلة إليه عند التحقيق معه.نابل