يسعى المسار الديمقراطي الاجتماعي إلى تكوين جبهة سياسية مدنية واسعة تضم كل القوى التقدمية والديمقراطية كما يدعو الى بعث هيكل دائم للحوار الوطني. التأكيد جاء خلال الندوة الصحفية للمسار الديمقراطي الاجتماعي المنعقدة صباح امس بمقر حركة التجديد وحضرها كل من احمد ابراهيم وسمير بالطيب وعبدالجليل البدوي.
تجاهل
كلمة كل من احمد ابراهيم وسمير بالطيب لم تتعرض الى خلفيات انشقاق بعض الاسماء من المسار والتحاقهم بحزب حركة نداء تونس بل اكدت على توجه المجلس المركزي المنعقد يومي 30 جوان و1جويلية الماضيين لتكوين حزب جديد وفي هذا الاطار قال سمير بالطيب «المجلس المركزي وهو اعلى سلطة قرار بين المؤتمرين اتخذ قرار عقد المؤتمر التأسيسي للحزب خلال شهر اكتوبر المقبل وكل الاجندات موجهة الآن لانجاح هذا الموعد الهام الذي يجمع مبدئيا كلا من حركة التجديد وحزب العمل التونسي ومستقلي القطب» كما بين ان المشاورات متواصلة مع من يقاسمهم الرؤى ويشاطرهم المواقف للمحافظة على مكاسب البلاد وتدعيمها وخاصة الحزب الجمهوري وكل العائلة التقدمية والديمقراطية بما فيها حركة نداء تونس على حد تعبيره.
الوضع العام متأزم
اتفق المتدخلون في الندوة الصحفية على توصيف الوضع العام بالبلاد بالمتأزم وتتالي الازمات التي آخرها كما ذكروا الازمة الدستورية التي حولت الصراع الى داخل الترويكا وهو صراع حول الصلاحيات والشرعية اذ قال سمير بالطيب « الازمة الحالية اكدت من جديد النزعة الموجودة لدى الحكومة في الهيمنة التي تجاوزت العلاقة بينها وبين الاطياف المعارضة بل امتدت الى داخل الترويكا فأصبحت السفينة دون ربان والتونسي لم يعد يفهم شيئا».
كما قال احمد ابراهيم في نفس السياق ان البلاد تعيش ازمة وهي نتيجة منطقية لتتالي الاحداث والتجاوزات رغم التنبيه المتكرر للمعارضة منذ مدة وهي وضعية تعطي حسب رأيه صورة سيئة عن تونس وهو يرى ان الحل لن يكون داخل الترويكا وفي ظل تهميش المجلس التاسيسي والانفراد بالرأي بل من خلال العودة إلى الحوار الوطني وتفعيل دور المجلس التأسيسي والمرور من الشرعية الى التوافقية على غرار مشروع الاتحاد العام التونسي للشغل . ولذلك يقول احمد ابراهيم «لا بد من بعث هيكل دائم للحوار الوطني». أسئلة «الشروق»
في اجابته عن سؤال ل«الشروق» حول اتهام المنشقين من المسار للقيادة بعدم تفعيل اللائحة السياسية المنبثقة عن المؤتمر الثالث قال سمير بالطيب «بعض الأفراد قرروا الخروج من المسار وهذا لن يمنعنا من مواصلة المسار في الاتجاه الذي حدد له كما اننا لم نغير موقفنا لان المنسحبين يرغبون في الذوبان والانصهار في نداء تونس بصفة فردية ونحن نعمل على الدخول في جبهة سياسية قوية فحل الحزب والدخول بصفة فردية امر غير منطقي» وفي ما يخص طبيعة الجبهة في ظل الانشقاقات التي تعرفها عديد الاحزاب اضاف ل«الشروق» نتفاعل مع كل المبادرات فلقاءاتنا اسبوعية مع الحزب الجمهوري وقاسمنا المشترك هو الحفاظ على النموذج التونسي ومع رفضنا للانصهار نتعامل مع الجميع على اساس مشروع واحد .
وفي نفس السياق قال أحمد ابراهيم نتواصل مع عدة احزاب وهناك مبادرات في الافق سيقع الاعلان عنها قريبا فالواقع يقتضي الابتعاد عن الذاتية والمصلحية» ورغم رفضه الحديث عن مكونات هذه الجبهة اشار ابراهيم الى وجود اتصالات مع الحزب الجمهوري والاصلاحيين وبعض مكونات الكتلة الديمقراطية داخل المجلس التأسيسي ومع شبكة دستورنا وكلنا تونس... وحول الطبيعة العملية لهذه الجبهة قال بالطيب «يمكن التوحد في قائمات انتخابية والاشتراك في العمل الميداني لتحقيق الاهداف المشتركة» وفي المقابل اشار عبد الجليل البدوي ان الجبهة ليست انتخابية فقط كما انها غير موجهة ضد اي طرف بل هي ذات ابعاد استراتيجية لتوحيد القوى التقدمية والعلمانية ولن تتوقف على الموعد الانتخابي المقبل.
بقية الردود تمحورت حول مساندة المسار لمبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل ومزيد تفعيل الحوار الوطني كما انتقد احمد ابراهيم نزعة الهيمنة الحزبية محليا وجهويا على اساس الولاءات لا الكفاءات حسب قوله داعيا الى التعجيل ببعث الهيئة المستقلة للانتخابات وسن القانون الانتخابي. كما انتقد سمير بالطيب سعي البعض إلى التأثير على نواب المجلس التأسيسي لسحب امضاءاتهم المتعلقة بلائحة اللوم ضد الحكومة قائلا «لائحة اللوم كانت فرصة للحكومة للاستفادة من الدور الاساسي والمركزي للمجلس التاسيسي ومزيد الحوار معه غير ان البعض حاول التاثير على النواب للتراجع عن اللائحة».
وحول موقف المسار من حزب نداء تونس قال سمير بالطيب «لا يمكن لاي حزب ان يكون منطلقا للاصلاح بمفرده ومن خلاله فقط بل الاصلاح يكون بالتوحد مع كل الاحزاب والقوى».