منطقة الحرشان تعتبر من أهم المناطق الفلاحية بمعتمدية سيدي علي بن عون، لما تتميز به من حقول شاسعة إلى جانب وفرة الإنتاج الحيواني فتعتبر تربية الأبقار نشاطا متميزا لهذه الجهة بما أنها توفر يوميا ما يفوق 10000 لتر من الحليب وهو ما يمثل ربع إنتاج الجهة من الحليب المقدر ب 40000 لتر. هذا القطاع الهام لدى اغلب الفلاحين بالجهة أصبح مهددا في الفترة الأخيرة لأسباب عديدة كما شرحها لنا فلاحو الجهة الذين اتصلوا ب « الشروق « لتبليغ أصواتهم والمطالبة بحقوقهم وتذليل العراقيل أمامهم لمواصلة الحفاظ على قطيع الأبقار الهام. كما يؤكد ذلك الفلاح محمد الصالح اليوسفي الذي يرى بان قطاع تربية الأبقار بمنطقة الحرشان أصبح مهددا في الآونة الأخيرة فبالإضافة إلى المصاعب الجمة التي تعترضنا والمتمثلة في ارتفاع أسعار العلف، وتدني سعر اللتر من الحليب، وأتعاب لا توصف يتكبدها الفلاح يوميا. أما النقطة التي أفاضت الكأس كما يقال الحظر الذي ضرب على منطقة الحرشان لما يزيد عن أكثر من 11 يوما من طرف نقابة الأطباء البياطرة بسيدي بوزيد حيث منعت الأطباء من زيارة المنطقة لمداواة المواشي خاصة في هذه الأيام الحارة بتعلة تعرض احدهم للمضايقة من طرف احد الفلاحين بالجهة. ومهما كان الأمر فهل من المعقول أن تعاقب المنطقة بأكملها عقابا جماعيا ؟ وان هذا القرار خلف أضرارا كبيرة لدى الفلاحين فماتت من جرائه العديد من رؤس الأبقار. ويضيف عزالدين عواسة فلاح آخر بأن الخلاف الذي حصل بين الطبيب البيطري وأحد فلاحي المنطقة لا يمكن أن تتحمله منطقة كاملة وان نتائجه سلبية ليزيد من أتعاب الفلاحين الذي اتصلوا في الفترة الأخيرة بعديد الأطباء من قرى مجاورة فرفضوا القدوم إلى منطقة الحرشان بتعلة التضامن مع زميلهم، لنجد أنفسنا نتكبد مصاريف إضافية تزيد من أتعابنا حيث أصبحنا ننقل حيواناتنا المريضة من منطقة إلى أخرى بحثا عن طبيب ويمكن أن يموت الحيوان المريض قبل الوصول إلى الطبيب وهو ما حصل فعلا. وتدخل فوزي حرشاني من مربي الأبقار ليؤكد أن معاناته وزملاءه بالجهة كبيرة، وما زادها هذه الأيام سوءا الحظر الذي ضرب على منطقتنا حيث اتفق أطباء البياطرة على عدم الذهاب إلى منطقة الحرشان، ومهما كانت الأسباب فان هذا القرار أراه لا يخدم مصلحة الفلاح ويزيد من أتعابه وآلامه كثيرا. وفي الأخير نحن كفلاحي الجهة نطالب بإيجاد حل عاجل لمشكلتنا حتى لا تتأزم الأمور أكثر مما هي عليه الآن.