«لا يوجد مدرب فاشل وإنما يوجد مدرب بدأ من القاع وبقي فيه» هذا ما ينطبق على فئة من المدربين التونسيين الذين اقتحموا ميدان التحليل الفني بعد أن عجزوا عن اثبات جدارتهم في الميادين وقد أطل علينا بعضهم مؤخرا وأعلنوا سخطهم الشديد من المدربين الاجانب لأنهم سحبوا حسب اعتقادهم البساط من تحت أقدام المدربين المحليين وتكون بذلك هذه الفئة من المدربين الذين أثبتت التجارب افلاسهم قد أباحت لنفسها ما تنكره على غيرها. حيث غضّت هذه الفئة من المدربين الطرف عن المدربين التونسيين الذين طافوا الوطن العربي من المحيط الهادر الى الخليج الثائر مرددين: «لبيك يا بترو دولار» ذلك أن الاطارات الفنية التونسية قامت ب «غزو» العديد من البطولات العربية انطلاقا من السودان وصولا الى البحرين وعُمان وربما تركستان والهند والصين... خلال الأيام القادمة وفي المقابل يعيب المدرب التونسي على مسؤولي أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية تعاقدها مع الاطارات الأجنبية كما هو الشأن مؤخرا مع النادي الافريقي ومنتخب كبريات كرة اليد... ونسيت هذه الفئة من المدربين الذين تحولوا الى باعة كلام أن الاطارات الأجنبية ساهمت في تتويج الأندية التونسية ب 28 بطولة محلية ونذكر على سبيل المثال لا الحصر «أندري ناجي» و«فابيو» و«أماريلدو» و«بلاتشي» و«باولو روبيم» و«بن شيخة»... وغيرهم وتغافلت هذه الفئة من المدربين أيضا أنه لا فرق بين المدرب الاجنبي والمحلي الا بالكفاءة بدليل أن الانقليز وهم أسياد الكرة في العالم لم يشعروا بالاحراج عندما تعاقدوا مع الأسكتلندي «ألاكس فيرغسون» لتدريب مانشستر يونايتد حيث قاده الى الفوز ب 37 لقبا مما جعله لا يغادر الفريق منذ عام 1986 وحتى هذه اللحظة.
ولا ننسى كذلك ما فعله المدرب البرازيلي «جورفان فيرا» الذي قاد «أسود الرافدين» (العراق) الى الفوز بكأس آسيا للأمم للمرة الاولى في تاريخ هذا المنتخب عام 2007 وذلك ليس لأنه يتمتع بكفاءة عالية فحسب ولكنه أيضا يمتاز بقدرة فائقة على التواصل حيث يحذق التخاطب بسبع لغات منها العربية والفارسية ولا نعلم إذ كان أحد المدربين التونسيين الذين عادة ما يعارضون التعاقد مع الاطارات الاجنبية يملكون مثل هذه المواصفات؟
من جهة أخرى لم يعد بامكان هذه الفئة من المدربين الاعتراض على التعاقد مع الاجانب بسبب الامتيازات المالية الضخمة التي يخصصها لفائدتهم مسؤولو الأندية وذلك بحكم أن أكثر من مدرب تونسي يتحصل على رواتب خيالية كما هو الشأن بالنسبة الى مدرب الترجي نبيل معلول أو كذلك فوزي البنزرتي الذي عادة ما يشترط الحصول على راتب لا يقل عن 30 ألف دينار.
إن الاتحاد الوحيد تقريبا الذي مازال مصرا على انتهاج سياسة الاعتماد على المدربين المحليين هو الاتحاد البرازيلي وذلك لأنه لا يعقل ببساطة شديدة جلب مدرب أجنبي الى بلد بحوزته «سكولاري» و«زغالو» و«بيريرا».