شهدت مدينة قليبية أمسية ثقافيّة فنيّة رائقة أحيتها جمعيّتا «فنون المتوسّط» بنابل و«عتيد» بقليبية بالتّعاون مع سفارة دولة فلسطين بتونس وجمعيّة الأخوّة المصريّة التّونسيّة وتندرج هذه الأمسية في نطاق مشروع «جسر سفيطلة». المشروع يقوم على فكرة توأمة عدد من المدن الفلسطينيّة مع مدن تونسيّة احتفاء بانضمام فلسطين إلى منظّمة التّربية والثّقافة والعلوم (اليونسكو) ومساهمة في التّعريف بالقضيّة الفلسطينيّة وبعدالتها وتأكيدا على أهميّة الدّور الثّقافيّ في خدمة هذه القضيّة العادلة. وشهدت الأمسية التّي حضرها سعادة السّفير الفلسطيني الدّكتور سلمان الهرفي وعدد من الموظّفين السّامين بالسّفارة ورئيس جمعيّة الأخوّة المصريّة التّونسيّة أحمد ماهر فقرات فنيّة متنوّعة جمعت بين الشّعر والموسيقى والغناء تفاعل معها الجمهور الذي ضاق عنه فضاء سيدي عبد السّلام بمدينة قليبية.
ففي الشّعر ألقى الِشعراء فتحي النّصراوي ولطفي الشّابي وطلال حمّاد بعض قصائدهم المتفاعلة مع الحدث، وفي الغناء شدا عدنان الهلالي ومنال الحمداني بمجموعة من أغان تراثيّة فلسطينيّة حرّكت حماس الجمهور وأدّت الفنّانة الشّابة هاجر البرّي أغنية تراثيّة فلسطينيّة مسّت الإخوة الفلسطينيين بعذوبة صوتها وشجن الكلمات كما أطرب الثّنائيّ وهيبة رباح وطلال عكاشة الجمهور الحاضر الذي تفاعل كذلك مع ابن المدينة الفنّان الزّين الصّافي. واختتمت السّهرة التي استمرّت على امتداد نحو ثلاث ساعات بتكريم الإعلاميّة رشا التّونسي والشّاعر طلال حمّاد والفنّان الزّين الصّافي والفنّانة وهيبة رباح.
كما أتاحت هذه السّهرة الفرصة للتّعرّف أكثر على أهميّة هذا المشروع وفعاليّته التّي ركّز عليها سعادة السّفير الفلسطينيّ في كلمته التّي ألقاها في الافتتاح مثنيا على «استمرار تعلّق الشّعب التّونسيّ بالقضيّة الفلسطينيّة وطرافة الأشكال التي ما انفكّ هذا الشّعب الأبيّ يبتدعها ويقود قافلة النّضال على درب النّصر القريب إن شاء الله». ويُذكر أنّ هذه السّهرة هي حلقة رابعة من حلقات المشروع الكبير الطّموح، فبعد سبيطلة وسبيبة وقمرت، كانت قليبية التّي ستعقبها احتفاليّة خامسة ستنطلق من نابل التّونسيّة وترسي في نابلسالفلسطينيّة مرورا بأرض مصر.