لم تظفر مدينة منزل بورقيبة التي تعد أكثر من 150 ألف ساكن في انتخابات 23 أكتوبر سوى بمقعد وحيد في المجلس التأسيسي أحرزه مراد العمدوني عن حركة الشعب وبعد أشهر انضاف ممثل ثان لهذه المدينة المناضلة. هذا المقعد أحرزه الأستاذ جمال بوعجاجة الذي التحق بالمجلس التأسيسي بعد استقالة وزير حقوق الإنسان سمير ديلو. «الشروق» استضافت النائب الجديد وغاصت معه في عديد المواضيع تكتشفونها في هذا اللقاء.
في البداية عدنا بضيفنا إلى ما قبل سقوط نظام بن علي وسألناه إن كان يتصور حصول ذلك فأجاب أن لا أحد انتظر ذلك الانهيار المفاجئ للنظام السابق بتلك الصورة والسرعة والكيفية. وأفضل المتفائلين كان ينتظر انفراجا سياسيا بتوسيع مجال حرية الصحافة وحرية الأحزاب. إثر ذلك انتقلنا بضيفنا إلى نتائج انتخابات 23 أكتوبر التي أفضت إلى فوز حركة النهضة بأربعة مقاعد عن دائرة بنزرت في حين كانت التوقعات توحي بحصولها على خمسة مقاعد وهوما نتج عنه عدم تواجده بالمجلس التأسيسي.
سألناه إن كان لذلك تأثير سلبي عليه فأوضح أن نتائج الانتخابات انعكست على مستوى المحيطين به الذين حزّ في نفوسهم أن لا يكون لمنزل بورقيبة أكثر من نائب وأضاف أنه واصل عمله الميداني لأن المجالات متوفرة وعديدة منها الثقافي والسياسي والخيري التي فيها احتكاك بالمواطن.
وعن نظرته للمجلس التأسيسي حينما كان خارجه أوضح بوعجاجة أن المجلس هو مجال لتشريع القوانين وله سلطة تمثل الشرعية في البلاد وهو ما يعطيه صلاحيات في مستوى التحليل والنقاش والاقتراح. أما تلك المناوشات التي كان يتابعها عبر شاشة التلفاز فقد اعتبر جمال أنها مثل الملح في الطعام وهي عنوان للديمقراطية وقطعت مع ماض أليم كان فيه النائب يتخذ من مجلس النواب مكانا للنوم ليتحول حاليا إلى مكان فيه آراء مختلفة ونقاشات متنوعة لا يمكن أن تفرز إلا مقترحات في صالح الشعب.
وإن بلغت في بعض الأحيان تبادل التهم فالمهم أن لا تصل للعنف وما يعاب على البعض هو تحويله المجلس إلى أداة للظهور في التلفزة على حساب أهمية المقترحات التي ينتظر الشعب أن تكون هادئة وغير متشنجة. وعن أول جلسة للمجلس التأسيسي حضرها جمال بوعجاجة يقول إنها كانت في نهاية الجلسات المخصصة للموافقة على الميزانية التكميلية وأن النقاش كان حماسيا وحضر الانفعال ويضيف بوعجاجة إنه وجد نفسه في أجواء ديمقراطية وقد تم التطرق إلى ملفات اقتصادية كثيرة شارك فيها أهل الاختصاص بعيدا عن المناوشات والمداولات الفضفاضة وفي اليوم الموالي تمت المصادقة رغم التشويش والتزوير والمهم أن الجميع كانوا متفقين على مصلحة تونس أما بالنسبة لما يمكن أن تنتظره منزل بورقيبة من جمال بوعجاجة فيقول هذا الأخير إن نواب التأسيسي عن جهة بنزرت يعملون ككتلة تدافع عن كامل الجهة وقد قاموا للغرض بعديد الزيارات للجهات المهمشة بولاية بنزرت ويضيف أن الأهم هو تحريك ملفات على المدى القريب وأخرى على المدى البعيد عوض تقديم الوعود الفضفاضة.
وعن منزل بورقيبة يقول بوعجاجة إنه سيتم تجديد قسم الأنف بمستشفى منزل بورقيبة وستقام اصلاحات بقسم طب العيون إضافة إلى نقل تلاميذ إعدادية الكاهنة إلى المعهد الثانوي 2 مارس أما في ما يخص التشغيل هناك عدة وعود للاستثمار بمنزل بورقيبة خاصة من مستثمرين أتراك. وعن النيابة الخصوصية التي تعمل حاليا بأربعة أعضاء بعد أن استقال حوالي عشرة أعضاء قال بوعجاجة إن قائمتين تم اقتراحهما للغرض واحدة عن الترويكا والثانية عن بقية مكونات المجتمع المدني وقد تمت مباركة قائمة الترويكا مع تطعيمها بيسري المزاتي عن القائمة الثانية ومازالت الأمور بيد الداخلية إلى حد الساعة. وفي خاتمة لقائنا به أكد بوعجاجة أنه سيعمل جاهدا رفقة بقية مكونات المجتمع المدني وداخل كتلة النهضة حتى يتم القطع مع التهميش الذي تعيشه منزل بورقيبة على المستوى الإعلامي حتى تتجاوز هذه المدينة الصورة السوداوية التي نحتها البعض لها من كونها مرتعا للجريمة وحتى تثبت للجميع أن هذه المنطقة أنجبت عديد الكفاءات في مجالات مختلفة.