كانت الضيعة المثالية بشمتو التابعة لديوان الأراضي الدولية من الضيعات المختصة في غراسة الأشجار المثمرة ولكنها تراجعت في السنوات الأخيرة ففقدت الجهة أبرز أقطابها الفلاحية والاقتصادية. ضيعة شمتو الممتدة على 434 هكتارا وتشمل ثلاث مناطق: حكيم: 193هكتارا شمتو 171 هكتارا الدورة 70 هكتارا تخلت في السنوات الأخيرة عن غراسة الأشجار المثمرة وخاصة التفاح والإجاص لتعوضها الزراعات الكبرى مما ساهم بنسبة كبيرة في تراجع اليد العاملة النشيطة والاستغناء عن عدة تجهيزات فلاحية ارتبطت ارتباطا وثيقا بغراسة الأشجار المثمرة لعل في مقدمتها مركزي التبريد والخزن بضيعة شمتو وضيعة حكيم. وقد مكنت زراعة الحبوب من التقليص في حجم المصاريف ولكنها لم تحقق الأرباح المنتظرة خاصة وقد كان معدل الإنتاج دون المأمول رغم خصوبة الأراضي فمثلا معدل إنتاج الهكتار الواحد هذه السنة تراوح بين 40 و47 قنطارا للهكتار بالنسبة للقمح وتقريبا نفسه بالنسبة للفارينة.
أمام هذا الوضع وقع إقرار خطة جديدة تمكن من الآن وإلى غاية سنة 2016 من غراسة 156 هكتارا من الأشجار المثمرة بالضيعات الثلاثة وهي عودة تدريجية ستتبعها غراسة عشرات الهكتارات الأخرى وقد بدأت بوادر التجربة من خلال غراسة 10 هكتارات من القوارص بضيعة شمتو و12 هكتارا من الزيتون بضيعة حكيم. الخطة الجديدة الهادفة بالأساس لتطوير الإنتاج وتنويعه تشمل أيضا تربية الماشية حيث تم تركيز ثلاثة إسطبلات لتربية العجول ( إسطبلين بضيعة «حكيم» وإسطبل بضيعة «شمتو») وتتراوح الطاقة الجملية لتربية العجول بين 240 و250 عجلا بالتداول هذا إضافة للدراسة المستقبلية الرامية لتركيز تربية الأراخي المؤصلة بضيعة «الدورة».
تطبيق الخطة يتطلب استعدادات حثيثة تتعلق بتوفير التجهيزات الضرورية من ذلك تجهيزات الري قطرة قطرة وما تتطلبه القنوات والخراطيم والخزانات من صيانة ومشتريات هذا إضافة لإعادة تشغيل وصيانة الآبار العميقة المخصصة لعملية الري والتي تبلغ تقريبا قيمة إعادتها للعمل الفعلي 50 ألف دينار وقد بدأ ديوان الأراضي الدولية في الاستعدادات لتطبيق وتوسيع المشروع من خلال جلب التجهيزات الضرورية وتركيزها لتدخل حيز العمل عاجلا. عودة الضيعة المثالية بشمتو لغراسة الأشجار المثمرة عودة من شأنها أن تحرك الدورة الاقتصادية والاجتماعية بالجهة وتعيد الاعتبار للقطاع الفلاحي الذي فقد الكثير من خاصياته وخاصة إنتاج الغلال.