يعتبر واقع التنمية بجهة جندوبة من الملفات المطروحة بشدة والذي شكل نقطة استفهام في ظل نقص المشاريع وتراجع مشاريع أخرى كانت توفر الشغل والإنتاج المتنوع وسرعان ما تبخرت و أصبحت من الماضي وبذلك خسرت الجهة إحدى روافد التنمية. ومن بين هذه المشاريع التي أفل نجمها مشروع ضيعة الشافعي لتربية العجول والأبقار المؤصلة والتي أغلقت منذ تسعينيات القرن الماضي . كانت الضيعة المذكورة والمتواجدة بمنطقة الشافعي من معتمدية جندوبة الشمالية ( تبعد الضيعة 08 كلم عن مدينة جندوبة ) تختص في تربية وتسمين العجول والأبقار المؤصلة بمعدل يفوق الألف عجل في السنة وكانت تدر أرباحا وفيرة وتساهم في المنتوج الوطني من اللحوم للجهة والبلاد وتوظف لحومها للإستهلاك الجهوي والوطني وحتى للتصدير للخارج ولكن هذه الضيعة تراكمت مديونيتها وداهمتها المشاكل المادية والتقنية فأقفلت بلا رجعة وبقيت مغلقة إلى اليوم رغم الحاجة الماسة لمثل هذه المشاريع الفلاحية التي تتماشى وخصوصيات الجهة التي تحتوي ثروات طبيعية تساعد على تعاطي مثل هذه المشاريع الاستثمارية . غلق ضيعة الشافعي سبب خسائر متعددة والتي شملت أولا تراجع نسبة إنتاج اللحوم والعجول وثانيا خسارة أكثر من 50 موطن شغل بين قار وموسمي وكان أبناء المنطقة من أول المستفيدين منها فخسروا كباقي أبناء الجهة مشروعا هاما كان يساهم كذلك في تنشيط الحركية بالجهة عامة ولعدة قطاعات أخرى كالنقل والتجارة . تمتد الضيعة على أكثر من ثلاثة هكتارات منها أكثر من ألفي متر مربع مغطاة في شكل إسطبلات للتربية ومعلفات هذا إضافة لمساحات تخصص لزراعة بعض الأعلاف ومساحات أخرى للتخزين غير أن غلق الضيعة جعل هذه الفضاءات والمساحات مهملة وطال أغلبها الخراب . واقع ضيعة الشافعي المغلقة منذ سنوات ولئن طرح أكثر من سؤال حول أسباب ومسببات الغلق وكيفية العودة للنشاط من جديد فإنه يحتم إعادة التفكير والتدخل من طرف المسؤولين الجهويين وحتى على المستوى الوطني لإعادة تفعيل النشاط بما يخدم قطاع تربية الماشية أولا والجهة ثانيا والتي تحتاج لكل المشاريع لتتجاوز التهميش والبطالة التي طالت جميع الشرائح.كما يمكن استغلال فضاءات الضيعة ومساحاتها في مشروع آخر ذي توجهات أخرى وبذلك نضع حدا لبقائها مهملة منذ سنين.