السيد بوعامين بن حسين هو أحد متساكني حي المغراوي من معتمدية باجة الشمالية هو أب لأربعة أبناء وأمرأته في صراع متواصل مع الامراض المزمنة وتعرض إلى جلطة قلبية سنة 2010 عندما كان يعمل بإحدى حضائر البناء. اضطر بوعامين إلى زرع صمام للقلب ولازم المستشفى مدة تزيد عن الشهر وخلف وراءه عائلة تعيش في أسوء الظروف المادية والنفسية. وقد أكد السيد بوعامين في حديثه ل«الشروق» أنه غير قادر على الاعتماد على أي من أبنائه رغم أن ابنته الكبرى متحصلة على شهادة عليا كان قد صرف كل ما يملكه لتحصل عليها وهي إلى اليوم عاطلة عن العمل وتنتظر ما قد ينوبها من ال100 دينار التي يتقاضاها والدها كمنحة شهرية لا دخل له غيرها. وما زاد الطين بلة أنه أصبح يتردد من حين الى آخر على قسم القلب والشرايين بمستشفى شارنيكول فحوص مستمرة على قلبه بعد ان بات مقعدا عن العمل بسبب هذا المرض في الوقت الذي يزاول فيه بقية أبنائه تعليمهم الثانوي والجامعي.
ومن ينظر إلى نجاح أبنائه وتميزهم في الدراسة يلحظ سمة الصبر والنضال عند أفراد هذه العائلة التونسية والتي تحتاج أكثر من تدخل لتحسين المسكن الذي لا تزال جدرانه من الآجر دون طلاء اسمنتي وتسرب المياه من الأسقف ترك أكثر من أثر ودليل على الحاجة لهذا التدخل فأبناء السيد بوعامين يعانون من أمراض الحساسية جراء الرطوبة الملازمة للمكان وبهذا المسكن مطبخ لا يتعدى موقدا للطبخ ويضع صحون بالية إلى جانب شبه انعدام لدورة المياه .
كما لم ينكر السيد بوعامين أنه كان قد تسلم منحة تحسين سكن تقدر ب500 دينار لكنها لم تكن كافية حتى لتسديد أجرة اليد العاملة مما جعل أشغال التحسين تنقطع بصفة مبكرة ليبقى الوضع على الحال المذكور آنفا. السيد بوعامين لا يطلب سوى مساعدة تمكنه من اتمام أشغال تهيئة منزله حتى تتوفر فيه المتطلبات الدنيا للسلامة مع تمكين ابنته حاملة الشهادة العليا من عمل يساعد العائلة على مجابهة مصاريف حفاظ بقية الابناء على تألقهم وتميزهم في الدراسة.