نظم المكتب المحلي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية ندوة محورها «الماء المشكل والحل » دعا إليها الفلاحون وخبراء في المجال وتم التحاور حول الاشكالية الاخطر للفلاحة بالمنطقة عموما وبغابات القوارص وهي مشكلة المياه. ويأتي الاشكال خصوصا بعد الصعوبات التي اصبح يواجهها الفلاح في السنوات الاخيرة على مستوى الحصول على الكميات اللازمة من مياه الري وارتفاع درجة الملوحة بالابار والتغدق الذي طال مئات من غابات القوارص. وتوفر ولاية نابل 16 بالمائة من المنتوج الوطني الفلاحي فهي الرائدة في القوارص والكروم والفراولو والتوابل والطماطم والبطاطا كما توفر 23 بالمائة من الحليب و32 بالمائة من الدجاج و18 بالمائة من انتاج الصيد البحري. وأصبحت فلاحة القوارص الطماطم الفراولو البطاطا والكروم تتطلب كميات كبيرة من الماء وهو ما جعل الفلاحين يحفرون الاف الابار السطحية منها والعميقة مع وجود 6800 بئر بسهل قرنبالية اي بمعتمديات قرنبالية بوعرقوب منزل بوزلفى من جملة 28800 بئر على مستوى كامل الولاية وهو ما ادى الى استنزاف المائدة وتجاوز الكميات المسموح بها بما نتج عنه عجز سنوي يقدر ب 64 مليون م3 في المائدة السطحية و5 ملايين م3 في المائدة العميقة وتتراوح نسبة استغلال مياه المائدة بين 181بالمائة في الهوارية الى 80 بالمئة بنابل و110بالمائة بالشريط الساحلي. هذا الاستغلال المستشري نتج عنه هروب الماء الى الاعماق وسعي المزارعين لادراكه بإحداث المزيد من الابار العميقة التي تتجاوز 120 مترا مما افضى الى تسرب المياه المالحة من البحر وارتفاع درجة الملوحة.
ورغم وجود 5 سدود بولاية نابل و38 بحيرة تلية الا ان مستوى التعبئة مازال دون المطلوب فمن جملة 150 مليون م3 من مياه الامطار لا يتم استيعاب سوى 90 مليون م3 في السدود والبحيرات وتضيع كميات هائلة منها إما في البحر او تصرف في وديان تفيض على الحقول كما هو الحال في منزل بوزلفى التي تتعرض سنويا لفيضان وادي سيدي سعيد الذي يصب مليون ونصف م3 في منطقة العامرين وهذه الكميات الضائعة أضرت بمئات الحقول التي تعرضت لمشكل التغدق بالعامرين بوشراي ام هاشم وبوليلة وهو ما نتج عنه موت عشرات الهكتارات من اشجار البرتقال. ويتطلب ملف الماء حلولا عاجلة واخرى متبصرة حكيمة وعلمية تستشرف المستقبل لتفادى تدهور الوضعية التي باتت تنذر المنطقة بالعطش، فارتفاع الحاجات وندرة الماء وتراجع مخزونه سواء الموجود في جوف الارض او المخزن في السدود يفرض اعتماد تقنيات الاقتصاد في الماء من خلال منظومة الري بالقطرة قطرة التي تم تعميمها في الفراولو والطماطم لكنها مازالت متعثرة في قطاع القوارص الممتد على مساحة 15300 هكتار. اما الحل الثاني فيكمن في مواصلة اعتماد تقنية التغذية الصناعية للمائدة المائية والاهم تطوير عقلية ترشيد استغلال الماء من خلال تكوين جمعية التصرف في المائدة المائية لأن مواصلة حفر الابار سيؤدي حتما الى استنزاف المائدة بشكل نهائي وعلى المدى البعيد بدا التخطيط لاستراتيجية هدفها الحد من العجز المائي من 64 مليون م3 الى حدود 16مليون م3 سنة 2030 وهو ما يستدعي وضع استراتيجية تعتمد على ربط السدود الخمسة ببعضها والرفع من طاقة استيعابها وتشييد سدود اضافية لتخزين المياه في الشتاء وبناء خزان بسيدي التومي لتجميع 8 مليون م3 في فصل الشتاء وربطه بمنطقة بوعفيف وتعلية باراج المصري وبزيغ باضافة متر على مستوى العلو للرفع من طاقة استيعابه مع تكثيف التغذية الصناعية للمائدة المائية.