ويبدو أن الافريقي سيعمل خلال الفترة القادمة على إستعادة صلابته الدفاعية خاصة إذا عرفنا أن شباكه تلقت 93 هدفا منذ موسم التتويج بالبطولة (20072008) أي خلال خمسة أعوام دون إعتبار الجولات المتبقية من عمر البطولة الحالية. ولم يقطع النادي الصفاقسي مع عاداته القديمة فهو فريق لا يعرف الإستقرار بما أنه قد يعود إلى دياره بإنتصارات مهمة مثلما فعل في باجةوجرجيس وبني خلاد...لكنه يعجز في المقابل عن كسب نقاط ثمينة على ميدانه ولكن لا بد من الإشارة إلى أن فريق عاصمة الجنوب يتميز بنسبة تهديف محترمة بالمقارنة مع النجم والافريقي (سجل 37 هدفا) وهو بذلك ثالث أقوى هجوم في البطولة بعد النادي البنزرتي (46 هدفا) والترجي (45 هدفا).
بن يحيى غير مجرى الأحداث والإتحاد بفضل التعادلات
تعاقد فريق قوافل قفصة في الوقت المناسب مع المدرب خالد بن يحيى الذي نفض الغبار عن عدة لاعبين كما نعتقد أنه لا مكان لهم في بطولتنا مثل شكيب لشخم (سجل 3 أهداف) وطارق الزيادي (3 أهداف) وكذلك أحمد بن يحيى ونبيل حامد...واستفاد الفريق من بعض المواهب الصاعدة مثل خالد الغرسلاوي المنتقل حديثا إلى الترجي الرياضي وهيثم المحمدي...واحتلت القوافل المركز السابع وهو ما يعني أنها تقدمت بمركز واحد بالمقارنة مع الموسم الماضي.
من جهته برهن اتحاد المنستير أنه سيّد التعادلات حيث أنهى 14 مباراة خاضها العام الحالي على نتيجة التعادل ويعول هذا الفريق كثيرا على المهاجم أوغبونا (6 أهداف) وخبرة بعض عناصره مثل أمين كمون وزياد الدربالي...وبروز بعض اللاعبين المنتدبين مثل مهدي سعادة.
صراع البقاء
عدة أندية دفعت ضريبة السياسات الإرتجالية لمسؤوليتها وكذلك إهدارها عدة نقاط عى ميدانها مثل شبيبة القيروان التي اكتفت بتحقيق أربعة انتصارات في ملعبها وتعادلت ضد أندية في المتناول مثل الملعب التونسي وترجي جرجيسي... وقد اتضح أن الفريق لم يجد الحلول الهجومية بما أنه فشل في بلوغ شباك منافسيه في 11 جولة ولكن مع ذلك فقد اكتشفنا خلال الموسم الحالي عدة مواهب كروية واحدة في الشبيبة مثل علي العابدي وحسام الحمزاوي ومحمد العويشي...وتواصلت متاعب الأولمبي الباجي للموسم الثاني على التوالي حيث لم تكن الأهداف التي سجلها نزار قربوج ومحمد العبيدي وجميل خمير وبلال يكن...كافية للإبتعاد عن مناطق الخطر ومن المؤكد أن هذا الفريق ينطبق عليه المثل القائل : «جنت على نفسها براقش» بحكم أنه ينتصر أحيانا خارج دياره (ضد النجم الخلادي والملعب التونسي وترجي جرجيسي) لكنه في المقابل عجز عن الاستفادة من اللعب داخل دياره.
مثل خط الدفاع الحلقة الأضعف في مشوار ترجي جرجيس حيث تلقت شباكه 45 هدفا (أضعف خط دفاع في البطولة) ولئن تمكن المدرب غازي الغرايري من تجاوز هذا الإشكال بصفة تدريجية فإن مهمة النادي مازالت معقدة بخصوص البقاء في الرابطة الأولى مع العلم أن عدة لاعبين ينشطون في هذا الفريق قدموا مردودا رائعا خلال الموسم الحالي مثل ماهر عامر ومدافع النيجر «كوفي» والليبي حسين الإدريسي وعلاء عباس.
أما نادي حمام الأنف فإن لم يستطع تحقيق نتائج مشرفة مثلما فعل في الموسم الماضي (المركز السادس) وذلك بسبب مشاكله الادارية وعدم انضباط لاعبيه وتراجع أداء بعضهم مثل بن شويخة الذي سجل 5 أهداف خلال العام الماضي مقابل هدفين فحسب العام الحالي ولم يستفد الفريق من اللاعبين المنتدبين وذلك بإستثناء العربي الماجري وايهاب البوسيفي وأمين الصفاقسي.
ومن جهته أهدر فريق مستقبل قابس الكثير من الوقت مع بداية الموسم الحالي حيث انتظر مرور 8 جولات ليحقق فوزه الأول في البطولة وعجز أمل حمام سوسة في المحافظة عن عذرية شباكه إلا في خمس جولات وبالرغم من تألق المدافع محمد صالح الدربالي (سجل 4 أهداف) والحقيقة أن أغلب الأندية تعيش أزمة هجوم واضحة وكثيرا ما ينقذها المدافعون وأندية حمام سوسةوالمنستير وحتى الافريقي تحول مدافعوها إلى هدافين ورشدي الجربوعي وحمزة لحمر...فإن الأمل يصارع من أجل البقاء تماما كما هو الحال بالنسبة إلى الملعب التونسي الذي انهزم في 11 مباراة وتلقت شباكه 30 هدفا وحتى النقاط الثلاث التي منحتها إياه الرابطة لم تجعله بمنأى عن شبح النزول وتختم مع النجم الخلادي الذي لم يحقق سوى أربعة إنتصارات وانهزم في 12 مناسبة مما جعله يتذيل الترتيب العام وتأكد بذلك أن النجم الأوحد لا يصنع الربيع بحكم أن النجم الخلادي عوّل بالأساس على الإمكانيات التي بحوزة المهاجم محمد علي بن حمودة (سجل 5 أهداف).