دعا محمود جبريل قائد التيار «الليبرالي» في ليبيا الذي اكتسح صناديق الاقتراع إلى تشكيل ائتلاف حكومي واسع فيما انتقدت جهات حقوقية قطر متهمة إياها بدعم حركة «الإخوان المسلمين» في الانتخابات. دعا محمود جبريل رئيس وزراء المجلس الوطني الانتقالي الليبي وقت الانتفاضة نحو 150 حزبا سياسيا في البلاد الى دعم تشكيل حكومة ائتلافية واسعة. وامتنع عن التعليق على التكهنات بأن تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه ويضم نحو 60 حزبا تقدم على الجماعات الاسلامية بما في ذلك الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الليبية.
حوار وطني
وقال إنه يقدم دعوة صادقة لإجراء حوار وطني لتشكيل ائتلاف واحد تحت شعار واحد. وأضاف أن هذه دعوة صادقة ومخلصة لكل الأحزاب السياسية العاملة اليوم في ليبيا.
وأردف قائلا خلال مؤتمر صحفي عقد في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية إنه لا يوجد خاسر أو فائز في الانتخابات التي جرت السبت المنصرم وأنه مهما كان الطرف الفائز فان ليبيا هي الفائز الحقيقي.
ورفض جبريل وصف تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه بانه تحالف علماني وليبرالي قائلا ان الالتزام بمبادئ الشريعة الاسلامية احد مبادئه الرئيسية وهو تصريح يمكن ان يسهل جهود اقامة علاقات مع الاحزاب الاسلامية.
ويترقب الليبيون صدور نتائج الانتخابات خلال الأيام القليلة القادمة، فيما أكد خالد الساحلي، العضوُ في مجلس مفوضية الانتخابات العليا في ليبيا أنه تم استلام بعض صناديق الاقتراع من مناطق في طرابلس دون مواجهة أي مشاكل باستثناء بعض الشوائب اللوجستية.
من جهته قال نوري العبار رئيس المفوضية الوطنية العليا لانتخابات المؤتمر الوطني العام ان قائمة تحالف القوى الوطنية سجلت تقدما كبيرا في عدد من مراكز الاقتراع خاصة بدائرة طرابلس.
وأعلن ائتلافُ القُوى الليبرالية في ليبيا أنه يتصدّر معظم الدوائر الانتخابية في البلاد نتائجَ الانتخابات التشريعية التي نالت ثناءً وإشادة دوليين، من جانبه أقر محمد صوان زعيمُ حزب العدالة والبناء الإسلامي المنبثق عن تيار الإخوان المسلمين، بتقدمٍ واضح في طرابلس وبنغازي لتحالف القوى الوطنية الذي يضم أربعين حزبا صغيرا.
تدخلات عربية وغربية
في هذه الأثناء , اعتبر ناشط حقوقي ليبي نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات التي جرت في ليبيا بانها غير مرتفعة، نظرا لعدد الناخبين المسجلين، مشيرا الى انباء عن تدخلات عربية وغربية لصالح قائمات وتيارات في الانتخابات، منتقدا ما وصفه بانحياز الدولة الى الاسلاميين.
وقال مدير المرصد الليبي لحقوق الانسان ناصر الهواري ان الانتخابات تمت بشكل جيد برغم بعض المشاكل من بعض الاشخاص - الذين رفض وصفهم بالمتمردين والمخربين-، بل وصف مطالبهم بالشرعية.
واوضح ان مطالب هؤلاء تمثلت بالتساوي في المقاعد المخصصة للمنطقة الشرقية مع باقي مناطق البلاد، مشيرا الى مطالبة البعض بكتابة الدستور اولا قبل الانتخابات. واشار الهواري الى أن هناك انباء عن تدخلات من قبل قطر لصالح جماعة الاخوان وكذلك دعم بعض الدول الغربية للتيار الليبرالي في الانتخابات، معتبرا ان هناك تدخلا ايضا من بعض مؤسسات الدولة والجهات المحسوبة عليها، مثل المفتي العام للبلاد.
وانتقد مدير المرصد الليبي لحقوق الانسان ناصر الهواري ما وصفه بانحياز الدولة الى الاسلاميين، عبر القول بان الشريعة الاسلامية مصدر التشريع، مؤكدا ان ذلك يمثل مزايدة على الشعب الذي يقر كله بالاسلام، لكن ذلك يمثل دعوة للناخبين للتصويت للاسلاميين.