مع ارتفاع درجة حرارة الطقس تتربص بالمواطنين العديد من الاصابات الخطيرة التي تخلف أضرارا جسيمة بصحتهم فماهي أبرز الأمراض التي تتسبب فيها أشعة الشمس؟ وكيف يمكن الحد من مضارها؟ يكشف الدكتور عبد الوهاب ثابت عن ان موجة الحرّ التي تعبر البلاد في هذه الفترة يمكن ان تخلف الاصابة بضربة الشمس التي يتعرّض لها خاصة الأطفال والكبار في السن.
ويمكن ان تسبب خللا مؤقتا أو دائما على الأجهزة الحيوية في الجسم كالقلب والرئتين والكليتين والدماغ. وقد تؤدي في الحالات الخطيرة الى الموت. وإضافة الى الأطفال والمسنين الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة فإن العمّال الذين يعملون في بعض المهن الشاقة مثل قطاع البناء والفلاحة وبسبب تواجدهم تحت تأثير أشعة الشمس فإنهم معرّضون أكثر من غيرهم للإصابة.
وينصح بالبحث عن وسائل للحدّ من تأثير أشعة الشمس (مثل ارتداء المظلات او القبعات) وتغيير مواعيد العمل في الصباح الباكر مثلا وبتفادي الخروج في الفترة الممتدة بين العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر لأنها ترتفع خلالها درجة حرارة الطقس بشكل كبير ويصل مستوى تأثيرها على الصحة بدرجات كبيرة.
أما الدكتور حمادي دخيل مسؤول بالوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات فقد حذّر من ارتفاع درجة الحرارة قائلا: «الحرّ والرطوبة يخلّفان الاصابة بضربة الشمس وبعض أمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية كما ان التعرض لأشعة الشمس وموجاتها الفوق بنفسجية تخلّف على بعيد المدى حروقا على مستوى البشرة. ويكمن الاشكال في ان بعض المواطنين لا يحرصون على تجنب بعض السلوكات الخاطئة التي تتضاعف تأثيراتها السلبية مع كثرة الرطوبة وارتفاع حرارة الطقس مثل الاستهلاك العشوائي لمواد غير محفوظة بطريقة صحية (تبرز هذه الظاهرة خاصة بالشواطئ) فيكونون عرضة للاصابة بالتسمم الغذائي.
وذكر بأن تونس تسجل العديد من حالات التسمم خاصة في فصل الصيف بسبب استهلاك مواد غذائية متعفنة وعدم اعتماد بعض التجار الأساليب الصحية المتعارف عليها في حفظ المواد الغذائية.
كما يحذّر الدكتور حمادي دخيل من تفشي ظاهرة إحراق القمامة والفضلات التي تحتوي على مواد كيمياوية وينتج عنها غازات ومواد سامة تسبب تلوث الهواء ومشكلات بيئية وأضرارا صحية خطيرة.
فإحراق الفضلات والقمامة من شأنه ان يخلف الاصابة بأمراض السرطان ويدعو الى رفع مستوى التثقيف الصحي وأهمية دق ناقوس الخطر للتحذير من هذه الممارسات والتصرفات الخاطئة وتجذير الوعى لدى المواطنين ودفعهم الى تجنب حرق الفضلات وتفادي ما تسببه من أضرار صحية وبيئية واقتصادية.
ويؤكد الاخصائيون في علم النفس عن وجود علاقة بين ارتفاع درجة حرارة الطقس وارتفاع درجة التوتر لدى الانسان فالرطوبة تغيّر المزاج وتكثر في هذه الفترة سلوكات قلقة وعنيفة وخلافات لأتفه الأسباب.
تواصل الحرارة تشير توقعات المعهد الوطني للرصد الجوي الى تواصل هبوب الشهيلي داخل البلاد وتبقى درجات الحرارة اليوم مرتفعة إذ تتراوح القصوى منها بين 34 و38 درجة بالمناطق الساحلية وبين 40 و44 درجة داخل البلاد وتصل محليا الى 46 درجة.
وتكون السماء مغشاة بسحب عابرة بأغلب المناطق فيما تهبّ الرياح من القطاع الشمالي بالشمال ومن القطاع الجنوبي بالوسط والجنوب ضعيفة فمعتدلة من 15 الى 25 كلم/س وتتقوّى نسبيا بعد الظهر قرب السواحل والبحر قليل الاضطراب فمضطرب.