تعيش البلاد التونسية هذه الايام موجة حرارة غير عادية ينتظر ان تتواصل حسب مصالح الرصد الجوي اليوم وغدا ولهذه الموجة تأثيرات عديدة على الجانب الفلاحي والصحي. وذكر السيد عبد العزيز كبيّر رئىس مصلحة التنبؤات الجوية ان موجة الحرارة زحفت على البلاد التونسية من بنزرت الى بن قردان. وبلغ ارتفاع درجات الحرارة حدّ 38 درجة في الظل عند منتصف النهار في يوم امس ويفترض انها ستصل الى 41 درجة بعد الظهر ومساء. وهو ما يعني ان درجات الحرارة تحت الشمس ستبلغ 47 درجة وهذا الرقم تم تسجيله خلال شهر اوت من سنة 1982 . وقال: ان الحرارة متواصلة مع انخفاض بدرجة او بدرجتين اليوم وغدا. وأضاف ان موجة الحرارة هذه ناتجة عن هواء صحراوي قادم من جنوبالجزائر وهي حالة ظرفية ناتجة عن كتل هوائية حارة. حالات تسمم افاد الدكتور سمير الغربي ان موجة الحرارة التي تشهدها البلاد هذه الايام سيكون لها انعكاس سلبي على صحة المواطن التونسي ذلك انها تتسبب في تعفن المواد الغذائية ويؤدي تعفّن المواد الغذائية بدوره الى ظهور حالات الاسهال والتسمم. وتطغى هذه الحالات خلال هذه الايام على عيادات الاطباء حيث يصاب احيانا ما يناهز ال 30 شخصا بالاسهال او بالتسمم الغذائي جراء استهلاك أكلات بالأعراس والمناسبات الكبرى. وتسببت هذه الحرارة غير العادية ايضا في ظهور «ريب» ليس «بالريب» العادي المعروف بالنزلة الخفيفة بل يمكن ان يطول ويصبح ذا خطورة كبيرة. ومن العوامل المشجعة على ظهوره نجد استعمال اجهزة التكييف والاستحمام بالماء البارد واكل المثلجات. وتتسبب الحرارة ايضا في الاصابة بضربات الشمس وبعض الأمراض الجلدية كظهور الفطريات جرّاء كثرة التعرّق. ونصح الدكتور في خاتمة حديثه خاصة بتجنب وسائل التكييف التي تيسّر عملية الاصابة بالالتهابات. نضج قبل الأوان رأى اخصائي فلاحي ان موجة الحرارة لها وجهان، وجه ايجابي ووجه سلبي. يتمثل الوجه الايجابي في المساعدة على نضج بعض الغلال كالعنب والرمان. وينحصر التأثير السلبي في المساعدة على نضج بعض الخضروات كالطماطم مثلا قبل الاوان الذي قد يؤدي الى اضطرابات في التزويد بالخضروات خلال الفترة القادمة. ويزداد الطين بلة حسب نفس المصدر لو عقبت هذه الموجة نزول امطار حيث تسبب الرطوبة في خلق عديد الامراض.