دأب هذا المهرجان في حفل افتتاحه على برمجة عرض محلي سواء كان من إنتاج الفرقة المسرحية القارة أو غيرها من إنتاجات مبدعي الجهة إلى أن انقطعت هذه العادة خاصة مع الهيئة الحالية لمهرجان ليالي المهدية التي أقصت المنتوج المحلي من أجندتها، فما إن كشف مهرجان ليالي المهدية عن برنامجه حتى عبّر لنا عديد المبدعين المسرحيين والموسيقيين عن استيائهم العميق وعدم رضاهم على برمجة هذه السنة، حيث غاب أهل الثقافة عن هيئة المهرجان حتى على مستوى الاستشارة. أستاذ الموسيقى عصام معتوق أكد أن برمجة مهرجان ليالي المهدية لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، فالعروض المبرمجة ضعيفة ولا ترتقي إلى مستوى عراقة هذا المهرجان، فعرض الافتتاح جاء دون عنوان أو رؤية ثقافية واضحة، وكذلك الحال بالنسبة إلى الندوة الفكرية، متسائلا لماذا لم يقع تشريك أبناء الجهة من موسيقيين ومسرحيين المشهود لهم بالكفاءة في إنتاجاتهم محليا ووطنيا، في حين كان للموسيقيين حضور من خلال عرض اختتام مهرجان ليالي المهدية في الدورة الفارطة، أما على مستوى المسرح يضيف الأستاذ معتوق فقد أنتجت جمعية «مسرح البحر» بالمهدية عملا مسرحيا، وكذلك الشأن بالنسبة لجمعية «ذات الهلالين» للفنون الدرامية التي أنتجت مسرحية «شهقة» التي مازالت لم تأخذ حظها في العروض المحلية.
وفي ذات السياق عبّر الممثل المسرحي محمد المصمودي عن استغرابه من عدم برمجة عروض مسرحية في ليلة من ليالي المهرجان و تساءل عن الدور الذي يمكن أن يُعهد إلى هيئة مهرجان لا تنفتح على عروض الجهة وتحاول التعريف بها وتقديمها، وقد أثبت بعض الإنتاجات على غرار مسرحية «شهقة» جدية طرحها الفكري والجمالي.