أظهر جمهور النجم الساحلي خاصة في «صفحة عشاق النجم الساحلي» فرحة عارمة وغبطة شديدة لخروج زياد الجزيري من السجن، وقد وصفه بعض المحبين ب «عملاق الساحل» في حين علّق آخر قائلا «سوسة تزفّ اليوم عريسها». ن أحد ألمع لاعبي النجم والمنتخب قائلا «صباح الفل والياسمين وإن شاء الله نهاركم أسعد الأيام يوم واحد أي 24 ساعة أي 1440 دقيقة أي 86400 ثانية ويخرج عملاق الساحل «زياد الجزيري».جدير بالذكر أنّ هذا اللاعب قد أودع السجن منذ سنة بتهمة تعاطي المخدرات وقد وجد آنذاك تعاطفا من قبل العديد من لاعبي المنتخب الوطني والآلاف من أحباء النجم الساحلي ممّا أوحى لهم بتكوين صفحة عنوانها «معا لجمع 30000 إيتواليست للمطالبة بتحرير زياد الجزيري» في المقابل اعتبرت فئة أخرى آنذاك أنّ هذه الحملة تكتسي خطورة على استقلالية القضاء فهي في الظاهر تبدو إنسانية تكشف عن التماسك والوفاء بين أجيال المنتخب الوطني،من جهة وبين اللاعب وجمهوره من جهة أخرى لكن القراءة المتأنية تقتضي التروي في تقييم مثل هذه المبادرات لأسباب عديدة، أهمها في هذا المقام إمكانية التأثير على الرأي العام و«الضغط الناعم» على السلطة القضائية بالنظر إلى ما تختزنه كرة القدم من طاقة تأثيرية يهتز لها أحيانا عرش الحكام.ألا تعد ملاعب كرة القدم، يتساءل أحدهم، أشد تأثيرا في النفوس من المدرسة والأسرة وحتى المسجد خاصّة في مجتمع ترقى فيه هذه الرياضة إلى منزلة الوازع السلوكي الأول؟ بل أصبح الانتماء إلى جمعية رياضية في بلادنا محددا أحيانا لمواقف فئة كبيرة من الشباب من الشخصيات السياسية والفنية والفكرية، ومحددا لطبيعة التواصل بين المدن وفي الأحياء.رغم الحسرة والتعاطف تفاعل إيجابي مع الأحكام القضائيّة ضدّ لاعبي قرنبالية.قضت المحكمة الابتدائية بمدنين، كما هو معلوم، بالحكم على لاعبي قرنبالية الرياضية نزار العيساوي وناصر الشعباني بالسجن عاما وشهرين لكل منهما من أجل تهمة الإضرار عمدا بملك الغير والاعتداء على موظف عمومي حال مباشرته لوظيفته. هذا الحكم القضائي تداولته صفحات الفايسبوك الخاصة بجلّ الفرق الصغرى والكبرى،وقد لاحظنا، رغم الحسرة والأسف، تفاعلا إيجابيا لا ينطوي على التشفي بقدر ما يرتكز على الانتصار إلى شعار العدل في التعامل مع كلّ المذنبين بصرف النظر عن مقاماتهم الاجتماعية.دعوة إلى إقرار قانون يسجن بموجبه كلّ من يقتحم الملعب خمس سنوات.في هذا السياق كتب أحدهم على صفحته «الناس الكل سواسية أمام القانون. مواطن أو لاعب أو حتي وزير» وقال المدوّن سمير دايلي داعيا إلى توسيع مجال الردع «كم أتمنى أن يصدر قانون بالسجن لخمسة سنوات أو أكثر لكل من يجتاح الملعب» على غرار بعض البطولات الأوروبية.كما استحضر العديد من رواد الفايسبوك التجاوزات الخطيرة التي صدرت عن اللاعبين والمسيرين والجماهير في السابق وقد مرّت العديد من الجنح والجنايات دون عقاب بسبب تدخّل ما يسمّى قبل الثورة «الكبارات».