أول أمس الجمعة لم يكن عاديا في جهة المحمدية، بعد أن اهتزّ كل المتساكنين لجريمة قتل بشعة في واضحة النهار وعلى مرأى من الأهل والأجوار ذهبت ضحيتها زوجة ويقدم قاتلها الذي هو في الأصل زوجها على الانتحار بنفس أداة الجريمة. توفيق سائق سيارة أجرة تاكسي أصيل منطقة الروحية ولاية سليانة أقدم صباح الجمعة على وضع حدّ لحياة زوجته بطلق ناري قبل أن يقدم على الانتحار بنفس السلاح الذي هو على ملك والده ومرخص له بعد أن بلغت العلاقة بين الطرفين طريقا مسدودا. تقول شقيقة الزوجة الضحية «الخلافات بين الطرفين بلغت حدّا لا يُطاق وقد غادرت محل الزوجية منذ 10 أيام بعد أن حاول قتلها وعنفها بشدّة، بل انه كان يهددها في كل مناسبة حتى أنها جمعت 6 سكاكين من الحجم الكبير أخفتها بعيدا عنه، وقد ظلّت في المدة الأخيرة لدى شقيقتها في انتظار نهاية الموسم الدراسي لتعود وابناها الى مسقط رأسها بالقيروان عاقدة العزم على المطالبة بالطلاق إلا أنه مساء الخميس اتصل بها هاتفيا ليعلمها أنه على استعداد لتمكينها من أغراضها وأنه ينتظرها قبل أن يغادر للعمل ورغم أنني نصحتها بعدم الذهاب إلا أنها أصرّت على ذلك فتحولت معها صحبة شقيقي وابني والتقينا به أمام المنزل وحاولنا جاهدين تهدئة الأمر وتأجيل البتّ في الخلاف الى أن تهدأ الأمور وربما إيجاد صلح بين الطرفين، في ذلك الحين دخلت الزوجة الى المنزل لجمع أدباشها فالتحق بها وبعد لحظات سمعنا صوت طلق ناري في مناسبتين، فدخلنا مسرعين ولكنه هاجمنا وحاول قتل ابني فتحولنا مسرعين لإعلام الأمن الذي حلّ صحبة الجيش الوطني ولكن القاتل كان قد أقدم على الانتحار في نفس المنزل وبنفس أداة الجريمة». حلم يتحول الى حقيقة الزوجة الضحية هي الثالثة في حياة توفيق وقد أنجب منها ابنين (6 3 سنوات) وكان تزوج في مناسبتين سابقتين وأنجب 4 أبناء من زوجته الثانية وقد روت الزوجة لجارتها صبيحة الحادثة حلما رأته في منامها وقد ذكرت أن زوجها الذي كان يعنفها في العديد من المناسبات قد عنفها في الحلم كذلك ولكن هذه المرة كان الألم كبيرا جدا الى حد لا يُطاق وقد تحقق ما كانت أسرّت به لأختها وجارتها من أن زوجها كان يضمر لها الشرّ.