أدى مؤخرا سفير الاتحاد الاوروبي بتونس السيد ادريانوس كوتسنرويت زيارة عمل الى مدينة تالة للمرة الثالثة قادما اليها من مدينة الرقاب في نطاق البحث عن سبل تفعيل اتفاقيات التعاون والشراكة بين تونس والاتحاد الاوروبي وتنمية الجهات الداخلية والمحرومة.
هذه الزيارة كسابقاتها تهدف الى الاطلاع على مشاكل الجهة والتعرف على تطلعات ابنائها والامكانيات المتوفرة لتحفيز الاستثمار وتمويله. ما لاحظناه هو ان سعادة السفير كان مدججا بجيش من الصحفيين من الصحافة المكتوبة والمرئية حتى انه رفض بدء الاجتماع قبل وصول الصحافة الشيء الذي اثار استغراب الحاضرين. الاجتماع جمعه ببعض الشباب المعطل عن العمل وبعض ممثلي الجمعيات في جو باهت يعكس كما قال السيد جمال رحموني حالة اليأس الجماعية التي أصبحت سمة اساسية للشباب هنا في تالة. تحدث السيد بلقاسم المنصري رئيس جمعية تالة تضامن مخاطبا السفير قائلا «انك يا سيادة السفير تعود الى تالة بعد اكثر من عام لتجد ان لا شيء تغير». لذلك فان رسالة ابناء الجهة لديكم هي الاهتمام بمشاكل الجهة. هي مدينة تحتاج الى العون والدعم من الحكومة ومن الاوروبيين خاصة لكي يثبتوا ادعاءهم مساندة الثورة وختم كلامه بأن الوضع في تالة كارثي بكل المقاييس. السيد جمال رحموني وهو ناشط بالجمعيات عبر عن خيبة امله تجاه وعود الحكومة بتحقيق التنمية ويدعو الى تدخل عاجل ومدروس لانقاذ الجهة. السيد السفير اكد في تدخله على تفاؤله بمستقبل الجهة وانه يتمنى ان تختفي المعاناة وتحل التنمية الحقيقية بالجهة واكد انه جاء الى تالة ليستمع الى الافكار والى تطلعات الجهة ليبلغها الى الدول الاوروبية. وانه ينتظر من الحكومة ملفات مشاريع مدروسة ومجدية ليتسنى تمويلها من الاتحاد الاوروبي خاصة وان المنطقة تزخر بالموارد الطبيعية والطاقات البشرية. وقد عبر عن استغرابه الكبير من غياب الامن في تالة مؤكدا انه لا يمكن لاي مستثمر ان يأتي الى الجهة في غياب الامن. وقد علق احد الحضور وهو السيد المولدي العريبي على كلام السيد السفير ساخرا «كلام سمعناه ألف مرة من كل شخصية تزور تالة». الكل يأتي ليبيع الكلام ليجد ما يكتب في تقريره تلك الجمل الادبية الرنانة التي يفيض بها على اسماعنا ثم يذهب ولا يعود . السيد حسين بوعلي وهو معلم قال مخاطبا السفير منذ زيارتك الاولى الى تالة عشنا احلاما استفقنا منها على واقع مرير بائس فقد وعدتنا بحل المشاكل التنموية وخلق فرص التشغيل والتدخل لفائدتنا لدى الدول الاوربية لكن لا شيء تحقق من كل ذلك. الحكومات المتعاقبة بعد الثورة تجاهلتنا ولم يكونوا في مستوى ثورة تالةالقصرين, أصبحنا نعيش بلا امل .الاجتماع لم يخل من تجاذبات ففي حين اكد البعض على ضرورة تدخل الاتحاد الاوروبي في تمويل الاستثمار فان البعض الاخر بعث برسائل قوية استمع اليها السفير باندهاش واهتمام وهي ان تالةوتونس عموما ترفض الصدقات وكل شكل من اشكال التبعية للغرب.