حرب عالمية «ديبلوماسية» ثالثة تشتعل في مجلس الأمن على خلفية مشروع القرار الغربي الداعي إلى فرض عقوبات ضد دمشق تحت الفصل السابع والذي سيعرض على التصويت اليوم الاربعاء . شدّد وزير الخارجية البريطانية وليم هيغ أمس على ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة السورية، ولفت إلى ضرورة إستصدار قرار قوي وواضح من الأممالمتحدة بشأن سوريا.
الفصل السابع .. الحل الوحيد
وقال هيغ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمّان إنه «لا شك بأن استصدار قرار في الأممالمتحدة تحت الفصل السابع هو الذي سيؤدي إلى تنفيذ خطة السلام التي جاء بها مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربيّة الى سوريا كوفي عنان».
وأضاف «يتوجب علينا اتخاذ قرار قوي وواضح بهذا الخصوص، وبالتأكيد هناك بعض الاختلافات مع موسكو وبيكين بشأن سوريا، ولكننا توصلنا مع الروس إلى اتفاق على دعم خطة عنان ذات النقاط الست، كما أننا ندعم أيضا مبدأ الحكومة الانتقالية».
وتابع أنه يجب عدم استبعاد أي خيار للتعامل مع الأزمة السورية والمستمرة منذ أكثر من 17 شهرا . يشار إلى أن لندن ستقدم اليوم الاربعاء مشروع قرار لأعضاء مجلس الأمن الدولي للتصويت عليه .
وتنص مسودة القرار على إمهال دمشق 10 أيام للانسحاب من المدن المضطربة قبل النظر في إمكانية تمديد عمل المراقبين وفي حال الإخلال بهذا الأمر تسلط المجموعة الدولية على دمشق حزمة عقوبات اقتصادية وديبلوماسية وقد تصل إلى التدخل العسكري.
وفي ذات السياق , قال وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرسي إنه من الضروري إصدار قرار سريع من قبل مجلس الأمن تحت الفصل السابع حول سوريا، جاء ذلك بينما اكد فيتالي تشوركين، المندوب الروسي الدائم لدى الاممالمتحدة، ان بلاده ستستعمل حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار الدول الغربية في مجلس الامن القاضي بفرض عقوبات على سوريا.
ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن تيرسي زعمه أن الإشارة إلى الفصل السابع مهمة لأنه يلزم المجتمع الدولي بأكمله، وخاصة النظام السوري كي يسحب الأسلحة الثقيلة من المدن، ومن ثم يوقف هذا القصف العشوائي الرهيب، الذي يتذرع بأنه نتيجة الاضطرار إلى مهاجمة الإرهابيين». وقال إن العالم لم يشهد من قبل عملية «مكافحة إرهاب بهذا الأسلوب الصارخ الذي يعاقب قطاعات كبيرة من السكان مع إرادة قمع المعارضة السياسية، وهذا غير مقبول على الاطلاق».
وعبّر عن اعتقاده بأن تصاعد العنف سوف يجعل الجميع يدرك، وبخاصة الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي عليها مسؤولية خاصة بضمان السلام والأمن، «أن هذه هي بالفعل آخر لحظة من أجل التوصل إلى تسوية».
في المقابل , اكد فيتالي تشوركين، المندوب الروسي الدائم لدى الاممالمتحدة، ان بلاده ستستعمل حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار الدول الغربية في مجلس الامن القاضي بفرض عقوبات على سوريا.
وقال تشوركين عقب الاستشارات المغلقة في مجلس الامن «لقد اشرت بشكل واضح باننا سنصوت ضد هذا القرار». واشار الى ان «هذا الامر بالنسبة لنا غير مقبول على الاطلاق»، مضيفا ان روسيا «لن تكون الوحيدة الذي ستصوت ضد» «القرار». واكد تشوركين ان تبني القرار تحت البند السابع «سيكون عتبة امام التدخل الاجنبي في سوريا، الامر الذي لا يتطابق مع اتفاقات جينيف، التي لم تذكر البند السابع». وبعد تململ وصمت طويلين نسبيا , قالت صحيفة «الشعب» اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني الحاكم في تعليق امس إن تغيير النظام في سوريا لا يمكن أن يكون عن طريق التدخل الخارجي.
وتابعت أن «تغيير أي نظام عن طريق التدخل الخارجي يدفع ثمنه الشعب، كما يؤثر ذلك أيضا على نظام علاقات الدولة بالكامل .. والمخرج الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي»، معتبرة أن «الاضطرابات التي شهدتها وساطة كوفي عنان والتأخير بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة يرجع إلى إصرار بعض الدول على طريقة التدخل الخارجي لتحقيق تغيير النظام السوري».
وأكدت الصحيفة أن «الشعب السوري هو من لديه القرار فقط بإنهاء الحياة السياسية لقادته، كما أن قرار إبقاء أو الإطاحة بهم لا يمكن أن تكون إلاّ بموافقة داخلية، وسيحترمه المجتمع الدولي، وأن تغييرا للنظام عن طريق الشعب سوف يسرع من إيقاف النزاع الدموي، ويضمن المصالحة الوطنية، وسوف تتاح الفرصة لإعادة إحلال السلام».
وقالت إن ليبيا درس ينبغي الاستفادة منه حيث أن تدخّل منظمة حلف شمال الأطلسي لطي صفحة عصر معمر القذافي كلفت أرواح عشرات الآلاف من الأبرياء الليبيين.