أسبوع ونيف يفصلنا عن الدورة الثلاثين للألعاب الأولمبية لندن 2012، الملتقى العالمي الأهم والذي يستقطب أنظار شعوب العالم عن طريق أكبر تغطية اعلامية وتلفزية حيث ينتظر أن يحطّم من جديد الرقم القياسي للمشاهدين. والمتتبّع للشأن الرياضي في الاسابيع الاخيرة يلاحظ تركيز وسائل الاعلام العالمية من صحف ومواقع الكترونية وخاصة القنوات التلفزية على هذا الحدث واستعدادات الحركة الاولمبية بمختلف هياكلها ولجانها الوطنية والمنتخبات المشاركة والرياضيين لأكبر ملتقى عالمي يلتئم كل أربع سنوات، وقد سخرت جميع الدول امكانياتها واهتمامها الى مشاركة ممثليها في هذه التظاهرة الكبرى لما تكتسيه من انعكاس على صورتها ومكانتها بين مختلف دول العالم.
أين نحن من ذلك؟ أين اعلامنا من هذه الألعاب؟ أين تلفزاتنا من الأولمبياد؟
أقول ذلك وأنا استرجع صور تحضير المنتخب الوطني لكرة اليد لهذا الموعد وتألق السباح أسامة الملولي في آخر المسابقات التي خاضها استعدادا للندن والتصريحات المثيرة للعداءة حبيبة الغريبي بعد احرازها المرتبة الاولى في سباق 3000م موانع بملتقى باريس الأخير.
ماذا نقل لنا اعلامنا حول هذه الاحداث؟ لا روبرتاجات خاصة بمنتخب اليد ولا متابعات مستمرّة لاستعدادات الملولي ولا استجوابات لحبيبة الغريبي، ولا بلاتوهات كما هو الشأن في السياسة حول الحركة الأولمبية ولا تحاليل للمشاركة التونسية.
أقول ذلك بعد أن اصابتني خيبة أمل أخرى وأنا أتابع احدى الحصص المطوّلة الخاصة بالرياضة في قناة خاصة، لم تمنح لكرة اليد ولو دقيقة في وقت كان فيه المنتخب يخوض آخر مبارياته التحضيرية، أقول ذلك لأنني كنت أنتظر حصة خاصة بحبيبة الغريبي وأخرى بأسامة الملولي وأخرى للرياضيات العشرين اللاتي سيدافعن عن راية الوطن وصورة المرأة التونسية في الأولمبياد.
أقول ذلك راجيا من الزملاء معدي البرامج التلفزية ان يغنونا عن الضجيج الذي يروجونه عن طريق محلّليهم لرداءة كرة القدم التونسية وما يحوم حولها من عنف معنوي ومادي. أقول ذلك راجيا من زملائي أن يحترفوا في التعامل مع الأحداث الرياضية وأن يترفّعوا قليلا عن السهولة التي تمنحها لهم وضعية كرة القدم وأن يبحثوا في عمق الرياضة وفي معنى الفكر الاولمبي.
أقول ذلك راجيا منهم الارتقاء الى مستوى الالعاب الاولمبية لأن الالعاب حدث استثنائي يستحق تغطية ومتابعة استثنائية.