ستشارك تونس للمرة الأولى في تاريخها ب86 رياضيا (مبدئيا) في الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها لندن من 27 جويلية القادم الى 12 أوت. هذا الكم الكبير من الرياضيين المشاركين في ألمبياد لندن يعود الى ترشح ثلاث رياضات جماعية الى هذه التظاهرة الرياضية العالمية.
هذه الرياضات هي كرة اليد والكرة الطائرة وكرسة السلة كما أن وزارة الشباب والرياضة لم تنتهج هذه المرة سياسة الانتقاء حسب مقاييس متفق عليها بصفة مسبقة كما حدث في أولمبياد بيكين 2008 حيث اقتصر الأمر آنذاك على مشاركة 26 رياضيا فحسب لأن الوزارة آنذاك خيرت الجودة على الكثرة خاصة وأن التجربة أثبتت أن كثرة المشاركين في الأولمبياد ليست معيارا للنجاح في هذه الألعاب بدليل ان بلادنا اعتمدت على 60 رياضيا في دورة 2004 بأثينا لكنهم عادوا بخفي حنين من اليونان وفي المقابل شاركت تونس في دورة 1968 بالمكسيك بستة رياضيين فحسب وحصدت بلادنا آنذاك ميدالية ذهبية وأخرى برونزية وذلك عن طريق البطل محمد القمودي وقد تأكد هذا الأمر في الألعاب الافريقية في نسختها الماضية بمباتو (الموزمبيق) عام 2011 حيث شاركت بلادنا ب60 رياضيا وحصدت 29 ميدالية ذهبية في الوقت الذي لم تحصد فيه الجزائر الا 22 ميدالية ذهبية بالرغم من أنها عولت على خدمات 265 رياضيا في هذه الدورة وذلك لأن الوزارة التونسية أصرت أثناء تلك الألعاب على سياسة الانتقاء تماما كما فعلت في دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 وجميعنا يتذكر سقوط الرياضي أحمد ذويب من غربال وزارة الشباب والرياضة في تلك الدورة بسبب عدم حصوله العدد الذي اشترطته الوزارة.
حقيقة أخرى
تؤكد كل الأطراف داخل الوزارة أن تونس تعلق آمالا عريضة على ثلاثة رياضيين لحصد الميداليات في أولمبياد لندن وهم على التوالي: السباح أسامة الملولي والعداءة حبيبة الغريبي وكذلك عزة بسباس (المبارزة بالسيف) وهو ما يشير الى أن النجاح في مثل هذه التظاهرات يرتكز على الجودة وليس الكم وان كان الشعب التونسي يتمنى ان يكذب الرياضيون المشاركون في أولمبياد لندن كل التكهنات واعتلاء أرقى المراتب خاصة وأن الوزارة بذلت الغالي والنفيس من أجل نجاح تونس في هذه الألعاب (الاعتمادات المخصصة لفائدة الجامعات الرياضية المشاركة في الأولمبياد تجاوزت المليار و100 ألف دينار) لذلك فإن الوزارة لن تقبل مطلقا بأن يرضى ممثلو تونس من «غنيمة» عاصمة الضباب بالاياب مع العلم ان عدة أطراف أجمعت بأن وزير الرياضة والشباب طارق ذياب لم يجد متسعا من الوقت ليضع المقاييس التي كانت تتحدد على اثرها أسماء المشاركين في الأولمبياد بحكم أنه تسلم منصبه قبل أشهر قليلة من موعد انطلاق الأولمبياد ولا ننسى كذلك أن عدة أطراف ارتأت ان تشارك بلادنا بأكبر عدد ممكن من الرياضيين وذلك بمباركة من اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية ولو أن أكثر من مسؤول عن الرياضة التونسية أظهر رفضه لهذه السياسة.