فجع سكان مدينة تاجروين بفقدان أربعة من شبابهم بعد غرقهم في مدينة طبرقة يوم الثلاثاء الماضي، ويذكر أن ثمانية أصدقاء قد تحولوا صبيحة ذلك اليوم إلى البحر لقضاء بعض الوقت مع بعضهم البعض وكانوا قد اكتروا سيارة نقل ريفي أقلتهم إلى مدينة طبرقة. الخبر كان أليما لم يصدم عائلات الضحايا فقط وإنما تألّم له كل سكان مدينة تاجروين منذ سماعهم بالخبر وبقي حديث الجميع حيث ما كانوا. «الشروق» انتقلت بين العائلات وواكبت هذا الحدث الأليم بحكم الجوار لم يكن من الصعب معرفة منازل الضحايا وكذلك لقرب المتوفين من بعضهم البعض، وأول عائلة كانت في طريقنا هي عائلة خليل البوغانمي حيث انتشرت الكراسي في كل مكان والمعزون يتوافدون الواحد بعد الآخر لم نستطع الحديث مع أفراد العائلة فالمصاب جلل والصمت في هذه الظروف أبلغ من الكلام... مكثنا عدة دقائق وانتقلنا إلى عائلة بشير الجبابلي ثم عائلة ولاء بنعلي وأخيرا عائلة علي السعيدي ونفس الظروف التي وجدناها لدى كل العائلات بكاء مرير ودموع تنزف حرقة على المفقودين... كان لا بد من الاتصال بأحد الناجين من الموت ليعطينا أكثر تفاصيل فكان لنا لقاء لبضع دقائق مع إيهاب بنعلي الذي كان ضمن المجموعة التي انتقلت إلى مدينة طبرقة.
لم يكن من السهل الحديث معه لأنه كان في حالة نفسية صعبة جدا كيف لا؟ وهو كان مع الأربعة الذين فقدوا... وبنبرات حزينة تكاد لا تسمع قال هذا الشاب: اكترينا سيارة نقل ريفي وذهبنا لقضاء أوقات مرحة في البحر... وصلنا على الساعة السابعة صباحا ونزلنا إلى البحر على الساعة الثامنة، دخلنا الخمسة إلى الماء بينما بقي الثلاثة الباقون يلعبون على الرمال، وكانت الأمواج عالية والبحر مضطربا ولكننا لم نعبأ بذلك فنحن أتينا للسباحة ولم نفكر في شيء كنا مع بعضنا البعض وفجأة فرقتنا الأمواج وابتعدنا عن بعضنا البعض أنا كنت أحسن السباحة بينما أصدقائي فقدوا السيطرة حاولت إمساك أحدهم ولكني عجزت إنه مشهد أليم وأنا أرى أصدقائي يغرقون... وتنهمر الدموع من عينيه ويصمت وكأنه يسترجع شريط الأحداث، لم يستطع المواصلة... وقد شيع الأهالي الضحايا إلى مقبرة المكان يوم أمس الأربعاء في جو كئيب وأسف على شباب مازالوا في المراحل الأولى من الحياة.