...كان منغمسا في إختيار «قتة» معدنوس خضراء... لم يعرنا بادئ الأمر اهتماما...سألناه عن مشروع التونسي المواطن في رمضان فرد ساخرا... عن أي سياسة تتحدثون انه شهر الصيام...فلنجعله هدنة لإيقاف الشتائم..ولنرتاح جميعا من السياسة...نريده شهرا مميزا وأن يمرّ بسلام... ...شهر رمضان يوم أول...بدا ساخنا جدا وطويلا ومنهكا للكثيرين منذ ساعاته الأولى...السوق الشعبي«سيدي البحري» اكتظ بالزوار الجدد ممن تبدأ شهواتهم باكرا مع اليوم الأول للصيام...«ملسوقة» حمص منفخ...كبار...خبز بأنواع مختلفة...أصوات متعالية هنا وهناك... كل يشكر فاكهته المعروضة للبيع ما الذي تغير؟....رائحة الخضر...حكايات الناس والباعة... لم تعد السياسة محورا أساسيا للتندر أو للنقاش... يقول رضا : «حدثونا عن التراويح عن الشربة وعن البريك بالفصّ...تكفينا سياسة عام كامل ونحن نتابع ونتابع إلى درجة الإرهاق.... كل ما حدث في واد ومجلسنا التأسيسي في واد آخر ...كلما شاهدته أصابتني حالة من الهستيريا والخوف على مستقبل أبنائي...لذلك نريد رمضان كشهر للدهنة... ولنصم عن السياسة.
أريد أن أرتاح
نفس الموقف اتخذته سيدة الجندوبي موظفة والتي اعتبرت الحديث في السياسة مساء يوم رمضاني هو أمر خارج عن سياقه مضيفة : «لنكن واقعيين فهذا رمضان أول ممزوج بمجلس تأسيسي هو أشبه بكاميرا خفية متبوعة بالقلابس ومسبوقة بالفوازير... لقد عايننا الأمرين أنا شخصيا كدت أصاب بداء السكري من شدة غضبي أثناء المتابعات هذا ما جعلني أتمنى...إما إلغاؤها نهائيا في رمضان أو جعلها مع موعد الإفطار فهي ملفات أشبه بمسلسل هزلي...وإلا فليرحمونا ودعونا من السياسة...لنفكر في التعبد على الأقل.
لا للحديث في السياسة
...«لا للحديث في السياسة» أرحمونا برحمة الله» كان هذا ردّ السيدة سلمى ...أستاذة جامعية... أصيلة أحد مدن الوسط مضيفة :« لا نحتاج إلى السياسة في رمضان ..وأصلا أنا أتسائل كيف يمكن للسياسي أن يكون صائما وفي ذات الوقت يمارس السياسة لأنهما يتعارضان...السياسة وممارستها تحتاج إلى البعض من النفاق والكذب والمراوغة....والصائم يحتاج إلى الصدق إذا فالسياسة والصوم لا يلتقيان...وحتى لا أكون منافقة في آرائي احتراما لمشاعر أصدقائي فإني أخير أن أصوم عن السياسة أيضا وحتى يكون رمضان مباركا...أتمنى قطع البث عن التأسيسي نهائيا كي لا نكثر من ذنوبنا»...ما يمكن ملاحظته هو أن كل من تحدثنا إليهم ربطوا شهر رمضان وحصروا موضوع السياسة في المجلس التأسيسي وكأن لا سياسة من دونه وهو ما حاولت تأكيده السيدة هاجر المعمري مضيفة: يوم أول رمضان دعونا ننسى كل ماله علاقة بالسياسة لنعود أشخاصا طبيعييين تضحكنا الكاميرا كاشي ونتفاعل مع التشنشينات ونسارع لصلاة التراويح يكفينا سخرية من المواطن البسيط الذي سئم الساسة وأهلها...وكذلك الكثير من المهرجين... رجاء أتركونا بسلام ولنعتبره شهرا للهدنة.