تزخر منطقة الشمال الغربي بوجوه شعرية وأدبية متميزة في تلك الحقبة من الزمن (18ق.م) أمثال محمد الورغي وابن أبي الضياف ومحمد الباجي المسعودي الذي تفرد وتميز عن أبناء جيله خاصة في كتابة الشعر والموشحات والأغاني على غرار أغنية «فراق غزالي» التي أدتها الفنانة صليحة لذلك بلغت موشحاته درجة كبيرة من الصناعة. أبو عبد الله محمد الباجي بن محمد البوبكري المعروف بالمسعودي من أحفاد الولي الصالح سيدي أبي بكر صاحب الضريح ببلدة الكريب أصله من منطقة برج المسعودي التي مازال يوجد بها البرج الذي بناه والده محمد. ولد سنة 1811 بتونس وتعلم بحاضرتها وبها سكن وتوفي سنة 1880 ودفن بزاوية شيخه إبراهيم الرياحي تلقى العلم من جهابذة العلماء والشيوخ منهم الشيخ محمد بن ملوكة والشيخ أحمد الابي والشيخ إبراهيم الرياحي كما تلقى علم القراءات عن الشيخ محمد المشاط.
اشتهر بنظم الشعر والتوشيح وقد أبدع في غزلياته ومدائحه وتغنيه بالوطن حتى كان شعره من أغزر الأشعار التونسية في القرن 19 وهو صاحب البيت المعروف «حيا نسميك حتى كاد يحييني يا تونس الأنس يا خضرا الميادين» عرف بتاريخ معرفة البلاد وألف في هذا الفرض كتابا في تاريخ تونس سماه» الخلاصة النقية في أمراء إفريقية ذكره أحمد بن أبي الضياف في ديباجته قائلا: «هذه المملكة التونسية وفر لها أعدادها وكثر أمدادها واعتنى بأخبارها وأخبار ملوكها وجمع من الفضلاء كولي الدين بن خلدون... وجاء صاحبنا الكاتب البارع أبوعبد الله بن محمد الباجي المسعودي.. أما على الصعيد الإداري تقبل الباجي المسعودي بخطة الكتابة في عهد حسين باشا باي وسافر في كثير من الأمحال ولازم نفس الخطة إلى أن ارتقى رئاسة القسم الثاني من الوزارة الكبرى برئاسة المصلح الكبير خير الدين باشا.